"الإسكوتر الكهربائي... وسيلة عصرية أم خطر يهدد المجتمع؟"

 في شوارع مصر اليوم، لم تعد مشاهد الزحام المروري مقتصرة على السيارات والموتوسيكلات، بل ظهر ضيف جديد يفرض نفسه بقوة: الإسكوتر الكهربائي. هذا الجهاز الصغير، الذي يعمل بالشحن الكهربائي، أصبح وسيلة تنقل مفضلة لدى الكبار والصغار على حد سواء، لسهولة استخدامه وتوفيره في الوقت والمال. لكنه، رغم مزاياه الظاهرة، يحمل في طياته مخاطر كبيرة تستحق الوقوف أمامها، بل تستدعي منّا دق ناقوس الخطر قبل أن تتحول الشوارع إلى ساحات فوضى ومآسي.
الإسكوتر في أيدي الجميع... بلا رقابة
ما يلفت الانتباه هو أن الإسكوتر الكهربائي أصبح متاحًا في الأسواق بسعر معقول، ويمكن لأي مراهق أو طفل أن يقتنيه بسهولة دون رقابة أسرية أو تعليمات مرورية. نرى طلابًا في المدارس، بل وأطفالًا لم يبلغوا العاشرة، يتنقلون به في الشوارع، يقطعون إشارات المرور، ويدخلون وسط السيارات دون وعي بقوانين السير ولا تقدير للمخاطر.
المخاطر القادمة... حوادث بالجملة
إن استمرار استخدام الإسكوتر بهذه العشوائية، دون ترخيص أو رقابة، ينبئ بكوارث قادمة لا محالة. فقد بدأت بالفعل تظهر تقارير عن إصابات خطيرة بسبب حوادث الإسكوتر: كسور، ارتجاجات، وحالات دهس. وكلما زاد انتشاره، زادت احتمالية وقوع الحوادث، خاصة في ظل غياب البنية التحتية المناسبة لهذا النوع من وسائل التنقل.
ماذا بعد؟ هل ننتظر الكارثة؟
لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الظاهرة. فكما وضعت الدول المتقدمة قوانين صارمة لاستخدام الإسكوتر الكهربائي – من تحديد الأعمار، إلى ارتداء الخوذة، إلى السير في مسارات مخصصة – يجب على مصر أن تتحرك في الاتجاه نفسه.
لابد من وقفة مجتمعية وتشريعية. نحتاج إلى قوانين تُنظم استخدام هذه العجلة الجديدة، نحتاج إلى حملات توعية في المدارس، وفي الإعلام، وفي الشارع. لا بد من مخاطبة الأسرة المصرية، أن تنتبه وتراقب وتوعي أولادها.
الإسكوتر... وسيلة أم أزمة؟
الإسكوتر الكهربائي ليس عدوًا، بل وسيلة مواصلات حديثة لها مزايا كبيرة، لكن استخدامها دون وعي أو ضوابط يجعلها أقرب إلى أزمة مستترة تهدد سلامة المجتمع.
لذلك، رسالتي اليوم لكل مسؤول، ولكل أب وأم، ولكل مواطن يرى ما يحدث أمام عينيه:
لننتبه قبل أن نندم، ولنقف أمام هذه الظاهرة قبل أن تكتب علينا مأساة جديدة في سجل حوادث الطرق في مصر.