"خذ ابنك معك... كي تخرج جيلاً واعيًا"

في زمنٍ تسارعت فيه عجلة التطور وتوغلت فيه التكنولوجيا في كل بيت، لم يعد كافيًا أن نطعم أبناءنا ونلبّي حاجاتهم المادية فقط، بل أصبح من الواجب أن نصطحبهم معنا في كل تفاصيل الحياة، نزرع فيهم القيم، ونعلمهم الحكمة، ونهيئهم لمواجهة الواقع لا الهروب منه.
اصطحب ابنك... في كل مكان
خذه معك إلى المسجد، ليعرف أن الركوع والسجود ليسا مجرد حركات، بل تربية للنفس ورباط بين العبد وربه. خذه معك إلى السوق، ليتعلم الأمانة في البيع والشراء، واحترام المال العام والخاص. خذه معك إلى المجالس، إلى جلسات العرف والعقل، ليشاهد كيف تُحل المشكلات بالحكمة لا بالصوت العالي. خذه معك إلى المناسبات الاجتماعية، الأعراس، العزاء، الزيارات، ليعرف معنى المشاركة، ويتعلم كيف يكون إنسانًا لا مجرد اسم في السجلات.
لا تتركه فريسة لعالم افتراضي
إن تركته وحده، سينشغل بعالم لا يُعلّمه شيئًا سوى العزلة والانفعال اللحظي، سيبحث عن القدوة في الشاشات، ويُربى على يد من لا نعرفهم. لكنك إن أخذته معك، عرفك وتعلم منك، وثق بك، وسيظل يذكرك حين يكبر، فيذكرك كأب، وأخ، وصديق.
علّمه أن يكون فقيهًا لا فارغًا
ازرع فيه الدين، فالدين يُعلّمه كل شيء: الاحترام، المسؤولية، الإحسان، التعاون، بر الوالدين، صلة الأرحام، زيارة المرضى، اتباع الجنائز، وإغاثة الملهوف. علّمه أن يكون قويًّا بحق، لا بالصوت العالي والعدوان، بل بالحق والحكمة والوقوف مع المظلوم.
جيل التكنولوجيا لا يُربّى بالصراخ بل بالصبر
جيل اليوم ليس سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا. فقط يحتاج إلى صبر، إلى حوار، إلى تعليم حقيقي من خلال المواقف لا المحاضرات. فلا تفرح إن علت صرخته على غيره، بل علمه كيف يكون لسانه موزونًا، وفعله موزونًا، وردّه حكيمًا.
الرسالة الأخيرة: لا تتركه... خذه معك
طفلك هو مشروعك الحقيقي في الحياة. لا تتركه ينمو على الهامش، خذه معك إلى قلب الحياة، علّمه، وازرع فيه القيم، وتواصل معه، وامنحه حبًا ورفقًا وتوجيهًا. فربما يكون هو من يأخذ بيدك يومًا، ويكون لك عونًا وسندًا في الدنيا والآخرة.