مصطفى زين ابوماضي يحذر من النصب الالكتروني
في عصر التحول الرقمي حيث أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية تتزايد التهديدات المرتبطة بالنصب الإلكتروني بشكل مقلق. النصب الإلكتروني ليس مجرد خداع تقليدي انتقل إلى الفضاء الافتراضي بل هو نظام متطور يستغل التكنولوجيا لسرقة الأموال البيانات وحتى الثقة كخبير في أمن المعلومات، أرى أن هذا النوع من الجرائم يتطلب وعيًا عاليًا وتشريعات صلبة لمواجهته في هذا المقال سأتناول أبرز أشكال النصب الإلكتروني مع التركيز على التسويق الهرمي والاحتيال بتشغيل الأموال
مدعومًا بأمثلة واقعية وتوصيات عملية
ماهية النصب الإلكتروني
النصب الإلكتروني هو أي عملية احتيالية تُنفذ عبر الإنترنت أو الأجهزة الذكية بهدف استغلال الضحايا ماليًا أو سرقة بياناتهم الشخصية يتراوح هذا الاحتيال بين التصيد الاحتيالي (Phishing) المتاجر الإلكترونية المزيفة اختراق الحسابات وحتى الاحتيال المالي المنظم مثل التسويق الهرمي وتشغيل الأموال ما يجعل هذه الجرائم خطيرة هو سهولة تنفيذها وصعوبة تعقب مرتكبيها حيث يستخدم المحتالون أدوات إخفاء الهوية مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) وعناوين بريد إلكتروني مؤقتة
التسويق الهرمي وهم الربح السريع
التسويق الهرمي (Pyramid Schemes) هو نموذج احتيالي يعتمد على تجنيد أفراد جدد لدفع رسوم اشتراك أو استثمارات بينما تذهب الأرباح إلى الأعضاء في القمة يتم الترويج له عبر الإنترنت كفرصة استثمارية مضمونة
لكنه في الواقع ينهار عندما يتوقف تدفق الأعضاء الجدد
مثال واقعي
في عام 2022 انتشرت منصة أوميجا برو (OmegaPro) في عدة دول عربية وهي منصة ادّعت تقديم أرباح تصل إلى 300% سنويًا من خلال استثمارات في العملات الرقمية كانت المنصة تطلب من المستخدمين دفع رسوم اشتراك وتجنيد أصدقاء للحصول على مكافآت بعد جمع ملايين الدولارات اختفت المنصة فجأة تاركة آلاف الضحايا دون أموالهم السمة المميزة لهذا الاحتيال هي التركيز على التجنيد بدلاً من تقديم منتج أو خدمة حقيقية
لماذا ينجح النصب الالكتروني
واضاف مصطفى زين ابوماضي خبير امن المعلومات ان النصب الالكتروني ينجح اعدة اسباب منها
الطمع والوعود الزائفة يتم استغلال رغبة الناس في تحقيق أرباح سريعة بجهد قليل
التسويق عبر وسائل التواصل يستخدم المحتالون إعلانات براقة وشهادات مزيفة على منصات مثل إنستغرام وتيك توك
الضغط الاجتماعي يتم تشجيع الضحايا على إشراك أقاربهم وأصدقائهم مما يوسع دائرة الضحايا
الاحتيال بتشغيل الأموال
سراب الاستثمار
احتيال تشغيل الأموال (Ponzi Schemes) يعتمد على استخدام أموال المستثمرين الجدد لدفع أرباح للمستثمرين القدامى مما يخلق وهم النجاح يتم الترويج لهذه الخطط عبر الإنترنت كفرص استثمارية في العملات الرقمية الأسهم أو التداول الآلي
مثال واقعي
في مصر شهد عام 2023 انتشار تطبيق تطبيق ادّعى أنه يوظف الأموال في مشاريع عقارية وتجارية كان التطبيق يطلب إيداع مبالغ مالية بحد أدنى 1000 جنيه واعدًا بأرباح شهرية تصل إلى 20% بعد أشهر من جذب آلاف المستخدمين توقف التطبيق عن دفع الأرباح واختفى القائمون عليه تبين لاحقًا أن الأرباح كانت تُدفع من أموال المستثمرين الجدد وليس من استثمارات حقيقية
سمات الاحتيال
وعود بأرباح ثابتة الشركات المشروعة لا يمكنها ضمان أرباح مضمونة
غموض العمليات عدم توضيح كيفية تحقيق الأرباح أو طبيعة الاستثمار
الترويج عبر المشاهير استخدام مؤثرين على وسائل التواصل للترويج للمنصة
التحديات القانونية والاجتماعية
تواجه الدول العربية تحديات كبيرة في مكافحة النصب الإلكتروني. أولًا، ضعف التشريعات في بعض الدول يجعل النصب الإلكتروني آمنًا نسبيًا للمحتالين ثانيًا قلة الوعي الرقمي تجعل الأفراد فريسة سهلة وأخيرًا صعوبة تعقب المحتالين عبر الحدود تضعف الجهود الدولية
واضاف مصطفى زين ابوماضي خبير امن المعلومات
انه في مصر يعاقب قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات (رقم 175 لسنة 2018) مرتكبي النصب الإلكتروني بالسجن لمدة تصل إلى 7 سنوات وغرامات تصل إلى 5 ملايين جنيه كما يجري مناقشة مشروع قانون المستريح الإلكتروني لتشديد العقوبات على من يستخدم الإنترنت للاحتيال لكن يبقى تطبيق هذه القوانين تحديًا بسبب التطور السريع للجرائم الإلكترونية
واليك بعض التوصيات للوقاية
التحقق من المصداقية استخدم منصات موثوقة
حماية البيانات الشخصية تجنب مشاركة معلومات حساسة مثل أرقام البطاقات البنكية أو كلمات المرور عبر روابط غير موثوقة
التشكك في العروض المغرية أي استثمار يعد بأرباح مضمونة أو سريعة يجب أن يثير الريبة
الاحتفاظ بالأدلة إذا تعرضت للاحتيال احتفظ بجميع المحادثات الإيصالات والروابط كدليل لتقديم بلاغ
الإبلاغ الفوري توجه إلى مباحث الإنترنت أو الجهات المختصة في بلدك للإبلاغ عن الجريمة
وفي النهاية
النصب الإلكتروني سواء عبر التسويق الهرمي أو احتيال تشغيل الأموال يمثل تهديدًا متزايدًا في عالمنا الرقمي حالات مثل أوميجا برو وHOG تذكرنا بأهمية الوعي والحذر كخبير في أمن المعلومات أؤكد أن الوقاية تبدأ من التثقيف الرقمي والتفكير النقدي قبل اتخاذ أي قرار مالي عبر الإنترنت فلنعمل معًا لبناء فضاء رقمي آمن حيث تكون التكنولوجيا أداة للتقدم وليس وسيلة للاستغلال
