أحمد عدوية .. اللغز الغامض

على مر السنين، تظل حادثة أحمد عدوية لغزًا محيرًا لم يُكشف بالكامل عن خفاياه. أحمد عدوية، المعروف بأنه أحد رموز الفن الشعبي، واجه في قمة شهرته ونشاطه الفني تحديًا كبيرًا أثَّر على صحته وصوته، وتم تداول شائعات عديدة حول تعرضه لعملية أخصاء. اليوم، نسلط الضوء على جوانب هذه القصة.

أحمد عدوية، واسمه الكامل أحمد محمد مرسي العدوي، وُلد في محافظة المنيا. كان والده يعمل كتاجر مواشي، ولديه 14 شقيقًا وشقيقة.

بدأ عدوية مشواره الفني بالغناء في شارع محمد علي عام 1969 داخل مقهى الآلاتية. كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرته عند مشاركته بأداء أغاني في فرح الفنانة شريفة فاضل، حيث حضر عدد من الفنانين والصحفيين الذين ساعدوا في انطلاق شهرته. لاحقًا، سجل أغانٍ لشركة صوت الحب ودخل عالم السينما.

في عام 1976، تزوج من السيدة نوسة وأثمر زواجهما عن طفليهما، وردة ومحمد عدوية.

أما بخصوص الحادثة التي غيرت مجرى حياته، ففي عام 1989 كانت هناك شخصية كويتية تُدعى الأميرة هند شهيد معروفة بعشقها الكبير لأغاني أحمد عدوية. في إحدى الليالي، وبعد أدائه فقرة غنائية بفندق في المريوطية طلبت منه الأميرة أن يغني في حفلة خاصة بمنزل جديد اشترته بمصر الجديدة. بعد الحفل، طلب الأمير طلال بن ناصر من عدوية الحضور إلى جناحه بفندق آخر. في صباح اليوم التالي، لم يعد عدوية للمنزل مما أثار قلق زوجته التي تواصلت مع مدير أعماله أحمد موافي.

بعد بحث واستفسار، تبين أن عدوية كان فاقدًا وعيه داخل الجناح، يعاني من غيبوبة كاملة ولا يستجيب. أكد الأطباء أنه أصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية والجهاز التنفسي واضطرابات بالأعصاب والكبد، كما أشارت التحاليل إلى وجود نسبة عالية من المخدرات بجسده.

استمر أحمد عدوية في الغيبوبة لمدة أسبوعين ثم بدأ رحلة علاج طويلة امتدت لثلاثة أشهر تخللتها فترة تأهيل في فرنسا. عاد تدريجيًا للحديث بعد تجاوزه المحنة.

التحقيقات بشأن الواقعة أكدت أن الأمير طلال قدم لعدوية مشروبًا مخلوطًا بمادة مجهولة خلال السهرة. أسفرت التحقيقات عن اتهام الأمير بتعاطي المخدرات والمتاجرة بها، مما أدى إلى إدانته وسجنه سبع سنوات، إلى أن تُوفي داخل السجن عام 2014.

خلال لقاء إعلامي مع مفيد فوزي، أشار عدوية إلى أن ما أُشيع حول فقدان رجولته محض افتراء. وأكدت زوجته نوسة هذا الكلام مشيرةً إلى حملها منه عقب الحادثة مباشرة. كما تحدثت معه لاحقًا في لقاء مع الإعلامي عمرو الليثي عن تفاصيل حالته الصحية والمعاناة التي عاشتها الأسرة خلال تلك الفترة، مؤكدةً أن الله أنقذه من محاولة اغتيال مستترة كان يمكن أن تودي بحياته.

اليوم، تبقى حادثة أحمد عدوية واحدة من أكثر القصص جدلًا في الوسط الفني، تحمل العديد من الروايات والشائعات التي تُثار حتى بعد مرور عقود طويلة عليها