المهندس مؤمن أشرف: حماية البيانات لم تعد خيارًا.. والشرق الأوسط يواجه تسونامي الخصوصية الرقمية
حذر المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، من تصاعد أزمة خصوصية البيانات في العالم العربي، مؤكدًا أن المنطقة تمرّ بموجة أشبه بـ”تسونامي رقمي” تهدد الخصوصية الفردية والسيادة المعلوماتية للدول، نتيجة غياب الأطر التشريعية الصارمة، والاعتماد المفرط على تطبيقات ومنصات غير محلية.
وأوضح المهندس مؤمن أشرف، أن حجم البيانات الشخصية المتداولة عبر الإنترنت في العالم العربي شهد قفزة هائلة خلال السنوات الأخيرة، بدءًا من التطبيقات الحكومية والمنصات التعليمية، وصولًا إلى خدمات التوصيل والتجارة الإلكترونية، مما يجعل هذه البيانات هدفًا مغريًا لشركات التكنولوجيا العالمية، وأحيانًا لأطراف مشبوهة خارجية.
وأشار المهندس مؤمن أشرف إلى أن خطورة الوضع تكمن في ضعف البنية القانونية لحماية البيانات في كثير من الدول العربية، فضلًا عن نقص الكفاءات القادرة على إدارة أمن المعلومات بطريقة تواكب التهديدات المعقدة، خاصة في ظل تقنيات التتبع الذكية وخوارزميات التنبؤ السلوكي.
وأكد الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن حماية الخصوصية الرقمية لم تعد مسؤولية فردية، بل قضية أمن قومي بامتياز، تتطلب سنّ قوانين محكمة لحماية البيانات، وإنشاء هيئات رقابية مستقلة، واعتماد بروتوكولات تشفير متقدمة تُفرض على جميع الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع بيانات المواطنين.
وشدد المهندس مؤمن أشرف على ضرورة التوعية المجتمعية بمفهوم الخصوصية الرقمية، خاصة في ظل انتشار الهجمات التي تستهدف الهوية الرقمية، مثل سرقة الحسابات، أو ابتزاز المستخدمين بمعلوماتهم الشخصية، مشيرًا إلى أن أولى خطوات المواجهة تبدأ من إدراك الناس لخطورة الموافقة العشوائية على الشروط الرقمية وعمليات التتبع غير المرئية.
واختتم المهندس مؤمن أشرف حديثه بالتأكيد على أن المستقبل الرقمي لا يمكن أن يكون آمنًا دون بناء منظومة حماية خصوصية متكاملة، تشمل التشريع، والتكنولوجيا، والتعليم، معتبرًا أن من لا يملك قراره السيبراني اليوم، سيفقد سيادته المعلوماتية غدًا.
