مجلس حكماء المسلمين: احترام كبار السن وحمايتهم من الإهمال التزام ديني لا يجوز التهاون به

أكد مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن رعاية كبار السن واحترامهم وحمايتهم من كافة أشكال الإهمال، أو الإساءة الجسدية، أو النفسية، أو الاجتماعية، تمثل التزامًا دينيًّا وإنسانيًّا لا يجوز التهاون به، فضلًا عن كونه أحد أسمى صور البر التي دعا إليها الإسلام، ووصَّى بها نبي الرحمة محمد ﷺ، حين قال: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا».
وقال في بيان له؛ بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بإساءة معاملة المسنين وإهمالهم، الذي يوافق 15 يونيو من كل عام، إن المجتمعات المتحضِّرة تُقاس بمدى رعايتها لكبار السن وتقديرها لتضحياتهم، فهم جيل العطاء والتجربة والحكمة، الذين مهَّدوا لنا طريق الحاضر، وواجبنا جميعًا أن نكفل لهم الحياة الكريمة، والرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية، بما يليق بمكانتهم الإنسانية والأخلاقية.
وأوضح أن واجب الوفاء والبر لا يسقط بتقدُّم العمر، بل يزداد رسوخًا، وأن حفظ كرامة الإنسان في كِبَر سنِّه هو من أصدق وجوه الأخوَّة والتراحم، التي ينبغي العمل على ترسيخها.
ويولي مجلس حكماء المسلمين اهتماماً كبيرًا بدعم كبار السن والتوعية بأهمية حمايتهم ورعايتهم وصون كرامتهم؛ حيث شارك مجلس حكماء المسلمين إلى جانب الأكاديمية البابوية للحياة بالفاتيكان والجمعية الأمريكية للمتقاعدين (AARP) في إطلاق وثيقة دولية لدعم وحماية كبار السن وصون كرامتهم، وذلك في أول نشاط رسمي للفاتيكان في عهد قداسة البابا ليو الرابع عشر، وتهدف الوثيقة إلى العناية بكبار السنَّ بوصفهم ذاكرة المجتمعات الإنسانية، الحافظة لهويتها وتجاربها، وسجلًّا حيًّا من الحكمة والخبرات، مؤكدة أن نقل ما يحملونه من خبرات إلى الأجيال الجديدة يسهم في تعزيز مناعة المجتمعات في مواجهة الأزمات، ويؤسِّس لمستقبل أكثر توازنًا واستقرارًا.
كما دعا المجلس المسلمين كافة المجتمعات والأفراد والمؤسسات المعنيَّة والمنظمات الدولية الفاعلة إلى تحمِّل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه كبار السن، من خلال سَنِّ القوانين التي تحميهم من الإساءة، وتفعيل برامج الرعاية والدعم والتوعوية بحقوقهم، ومكافحة كافة أشكال التمييز القائم على التقدم في السن، بما يعزز مكانتهم، ويضمن لهم حياة آمنة وكريمة.