18:10 | 23 يوليو 2019

هل نجحت أمريكا فى تفجير الشرق الأوسط من الداخل؟

10:04pm 23/06/25
أيمن بحر

فى قلب أزمات الشرق الأوسط تبدو الولايات المتحدة وكأنها تدير حربًا غير معلنة بالوكالة… حربًا لا تُطلق فيها النار من واشنطن، بل تُدار بالتحريض والاصطفاف وتمول بأموال الخليج وتُشعلها شرارات الفتنة بين الجيران المسلمين.

من إيران إلى الخليج ومن العراق إلى البحرين وقطر باتت المنطقة مسرحا مفتوحا لتجاذبات كبرى سلاحها: القواعد والممرات والخوف من الآخر.

 من أين بدأت القصة؟

ضربة عسكرية أميركية–إسرائيلية طالت مواقع نووية إيرانية قيل إنها تمت بالتنسيق أو عبر أراضٍ خليجية أو على الأقل من خلال قواعد أمريكية منتشرة فى الخليج.

أدانت معظم الدول العربية هذه الضربة لكن المفاجأة كانت أن الغالبية صمتت أو تبنت ضمنيًا حق إيران فى الرد، بل واعتبرت الضربة استفزازًا يستهدف السيادة الإقليمية.

وعندما لمّحت إيران بالرد على القواعد الأميركية بالخليج انتقلت دول عدة إلى موقع إدانة الرد الإيراني رغم أن الأرض أرض عربية، والخسارة ستكون عربية!

هل نجحت أمريكا فى خلق الوقيعة؟

نعم، نجحت أمريكا فى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية دفعة واحدة:

1. شيطنة إيران وتضخيم خطرها فى الوعى العربى والخليجى لتبرير الحماية الأميركية باهظة الثمن.

2. توريط بعض دول الخليج فى لعبة الاستهداف المتبادل، فجعلتها ممرًا أو منصة لضربات تنطلق منها الطائرات، أو تهبط إليها الردود.

3. ضمان بقاء القواعد العسكرية تحت لافتة الحماية بينما تحولت هذه القواعد عمليًا إلى أهداف إيرانية مباشرة.

 التريليونات لم تحمِ أحدًا… من الرابح الحقيقى؟

دفعت دول الخليج تريليونات لحماية نفسها من إيران، فاستفادت أمريكا ماليًا.

لكنها لم تنجُ من التهديد الإيرانى ولا من وضعها كعدو محتمل في حسابات طهران.

النتيجة؟

 وقعت الوقيعة واشتد الاستقطاب وصار الخليج منطقة ملتهبة سياسيًا ومهددة أمنيًا.

 مضيق هرمز… خنق العالم بـ صمّام النفط

إيران هدّدت صراحة بغلق مضيق هرمز الذى يمرّ عبره أكثر من 20% من صادرات النفط العالمية. التهديد كان صادمًا لا لأمريكا فقط بل للعالم كله وأعاد تذكير الجميع بأن الحروب هنا لا تقتصر على الصواريخ، بل تشمل الاقتصاد العالمي والطاقات الحيوية.

 موقف مصر… صمت القادة لكن البوصلة واضحة

مصر رغم صمتها المعلن تقرأ المشهد بعمق استراتيجى مختلف:

لا تندفع مع المحاور المشتعلة بل تحفظ لنفسها موقع الميزان الإقليمى.

تدرك أن الخلاف السنى–الشيعى لعبة قديمة، لكنها اليوم تدار بإصبع أمريكى–إسرائيلى.

تعى مصر أن استنزاف الخليج وإيران معًا هو مصلحة كبرى لواشنطن وتل أبيب، لذا ترفض الانخراط فى أحلاف وقتية أو ردود فعل مدفوعة. الدروس المستفادة:

1. القواعد الأجنبية على الأرض العربية ليست حماية بل عبء استراتيجى.

2. من يظن أن أمريكا تحارب لأجله لا يفهم التاريخ ولا الجغرافيا.

3. العدو الإسرائيلي هو الوحيد الذى لا يُمسّ رغم أنه اللاعب الأخطر فى إشعال الفتنة.

4. إيران ليست ملاكا لكنها لم تبدأ الحرب الأخيرة بل كانت الطرف المستهدف أولًا.

5. الخليج ليس ضعيفا لكن توحيده يحتاج قيادة تفكر بعقل عربى جامع، لا بإملاءات خارجية.

 نصيحة للأمة:

إلى الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب المصرى:

لا تنساقوا وراء الخطابات الإعلامية الملغومة… فالإعلام اليوم مدفوع الثمن.

تذكروا دائما أن الفتنة الطائفية والسياسية لا تصنع دولًا قوية بل أنقاضًا تتقاسمها الجيوش الأجنبية.

كونوا سندًا لدولتكم فهى فى صمتها تحميكم من نار لا تبقي ولا تذر.

 نصيحة للقيادة السياسية المصرية:

حافظوا على هذا التوازن المصرى العاقل فلا أنتم فى محور الحرب ولا أنتم في وهم الحياد السلبى.

شددوا على ضرورة إخراج القواعد الأجنبية من أرض العرب واستبدالها بتحالفات عربية–عربية تقودها مصر.لا تسمحوا لأى قوة أن تعيد تقسيم الإقليم بفتن مذهبية أو طائفية.

 خلاصة القول:

أمريكا لم تربح المعركة فقط… بل ربحت الخليج مالًا، وتركته عاريًا أمام غضب إيران.

وإسرائيل ضحكت فى الخلف كما تفعل دائمًا حين ترى النار تشتعل بين من يُفترض أنهم إخوة.

أما مصر… فإنها كما دائمًا حائط الصد الأخير أمام جنون الشرق وجشع الغرب.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn