"رحيل القلب النقي.. الأستاذ محمد كامل عبدالباري في ذمة الله"

في صباح حزين كئيب، استيقظت محافظة سوهاج على خبر صادم، نزل كالصاعقة على قلوب محبيه وأصدقائه وزملائه وكل من عرفوه عن قرب أو حتى سمعوا عنه من بعيد… الأستاذ محمد كامل عبدالباري، مدير العلاقات العامة بديوان عام محافظة سوهاج، انتقل إلى جوار ربه، تاركًا وراءه فراغًا لا يُملأ، وذكرى طيبة تتردد على كل لسان.
"إنا لله وإنا إليه راجعون".. كلمات نتمتم بها حين يصعب علينا تصديق الفقد، ونخنق بها دموعًا ساخنة على إنسان لم يكن مجرد مسؤول، بل كان رمزًا للأخلاق، عنوانًا للإنسانية، ونموذجًا نادرًا للقيادة الشبابية المحترمة.
كان كما يُقال "ابن بلد" في هيئة مسؤول
الكل يشهد أن "محمد كامل" لم يكن يومًا صاحب مكتب أو أبواب مغلقة، بل كان دائم الحضور في الشارع، في الميدان، بين الناس، في كل أزمة أو مناسبة. تراه يُساعد، يُواسي، يُساند، يُشارك، يُصغي، يُبتسم، ويُقدم الخير دون انتظار شكر أو رد.
هكذا يرحل الطيبون..
كأن القلوب الطاهرة تُدرك جيدًا أنها لا تنتمي لعالم يعجّ بالضجيج والصراعات، فتغادر بصمت يشبه رقيّها، وبرحيل يشبه طهارتها. في لحظة، أصبحنا لا نملك سوى ذكراه. تخيل أن بين دقائق معدودة يصبح "كان"، بعد أن كان شعلة نشاط، مصدر دعم، وجه بشوش لا يعرف التكبر أو التجاهل.
مواقع التواصل... بكاء إلكتروني بصوت القلب
منذ إعلان نبأ الوفاة، غصّت صفحات التواصل الاجتماعي بعشرات بل مئات المنشورات من زملاء، أصدقاء، ومحبي الفقيد. كلمات تنزف ألمًا، ووجعًا حقيقيًا، لا مجاملة فيه، بل اعتراف بفضل رجل عاش بيننا "إنسانًا" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
اللهُمّ اجعل قبره روضة من رياض الجنة
وداعًا محمد كامل، وداعًا يا من زرعت محبتك في القلوب دون استئذان، يا من علمتنا أن المناصب لا تصنع الرجال، بل الأخلاق. لن ننساك، وسنظل نذكرك بكل خير، وسندعو لك كما دعوت أنت للمنسيين من قبل.
اللهم ارحمه واغفر له، وارزقنا الصبر والسلوان، واجعل لقاؤنا به في دار خير من هذه الدار، في جناتك يا أرحم الراحمين.