كفاح المصريين عبر التاريخ في لقاءات ثقافة الفيوم

نظم فرع ثقافة الفيوم، مساء الأربعاء، لقاء حواريا، ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وفي إطار برامج وزارة الثقافة، احتفالا بعيد تحرير سيناء.
أقيمت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، حيث شهدت مكتبة الفيوم العامة، لقاء حواريا بعنوان "كفاح المصريين عبر التاريخ من أجل سيناء"، نظمه قسم الثقافة العامة بالفرع، تزامنا مع عيد تحرير سيناء، شارك في اللقاء الروائي محمد جمال الدين، والكاتب عصام الزهيري، بحضور النائبة البرلمانية ميرفت عبد العظيم.
أدار اللقاء الإعلامي محمد قاياتي الذي استهل حديثه عن دور أهل سيناء في حماية سيناء على مدار سنوات طويلة، وروى إحدى الحكايات والتي تزعمها الشيخ سالم الهرش في مؤتمر الحسنة عام ١٩٦٨، عندما أرادت إسرائيل أن تصدر للعالم أن سيناء ليست مصرية وأنها ليست محتلة، وأن أهل سيناء أنفسهم لا يريدون أن يكونوا تابعين للسيادة المصرية، وحضر المؤتمر موشي ديان والكثير من وسائل الإعلام العالمية ومجموعه من أهالي سيناء ومنهم الشيخ سالم الهرش ليصرحوا بأنهم يرفضوا السياده المصرية على أراضيهم ولكن حينها فاجئهم الشيخ سالم بالحديث بأن سيناء مصرية، ولن نعترف غير بالحكومة المصرية والرئيس جمال عبد الناصر وكانت تصريحاته للصحافة والإعلام حينها ضربة قوية لإسرائيل، أيضا الشيخة فرحانة التي قامت ببطولات فردية أثناء حرب الاستنزاف منها قيامها بتفجير قطار معدات وأسلحه العدو وبطولات أخرى، ثم تحدث عن البطولة الأكبر التي قامت بها الحكومة هناك وهي الحرب على الإرهاب وأن الجيش المصري حقق معجزة في الانتصار على الإرهاب لا تقل عن معجزة حرب أكتوبر، لأن حرب أكتوبر عدوها واضح لكن في الحرب على الإرهاب كان الجيش المصري يحارب أشباح وانتصر عليهم.
وتحدث "جمال الدين" أن سيناء أعظم بقعه في الأرض التي تجلى فيها الله ولها مكانة دينية كبيرة سواء إسلامية، أو مسيحية، أو يهوديه، وتطرق لمعالمها السياحية منها جبل سانت كاترين والتي كانت مدخلا لكل المستعمرين بدءا مم الهكسوس الذي حاربهم أحمس ودور والدته في التشديد من همته وقوته وتحفيزه لمحاربة عدوه، ثم تحدث عن براعة الجندي المصري واستخدامه للعجلات الحربية في الحرب، وانتصر احمس على الهكسوس واختفوا من التاريخ، ثم الفرس والرومان، وأشار ان البطولات كلها تعبر من أرض سيناء حتى أن المغول عندما واجههم قطز في عين جالوت، عبر من سيناء، ثم تناول نكسة ٦٧ وحرب الاستنزاف، ونماذج من بطولات الجندي المصري مثل إبراهيم الرفاعي، وكيف كان تفكير الجندي المصري في هدم الساتر الترابي وعبور قناة السويس، ثم أشاد بتصريحات الاعلام العالمي بدور مصر في الحرب على الإرهاب في سيناء مؤكدا على أهمية تعمير سيناء وتنميتها أانه الأهم الآن لحماية سيناء.
ثم تطرق الإعلامي محمد قاياتي إلى بطولات الجيش المصري في سيناء أثناء حرب الإستنزاف، وما يعرف بعملية "السبت الحزين" وكيف كانت نتائجها البشرية من قتل جنود العدو وتدمير آلياته ومعداته، وصولا إلى عملية "البرث"، وبطولات الشهيد محمد منسي في القضاء على الإرهاب.
من جانبه تحدث "الزهيري" عن احتفالات عيد تحرير سيناء والفرق بينها وبين الاحتفال بنصر أكتوبر، موضحا أن سيناء لم تحرر بالحرب فقط في أكتوبر ١٩٧٣، لنصل بعدها لمفاوضات منهكة للوصول لعيد تحرير سيناء، وأننا يجب أن نعيد الفضل العظيم للرئيس السادات صاحب قرار السلام، وألا ننسى دوره الذي أسئ فهمه حينها، كذلك خطابه في الكنيست الاسرائيلي، حيث أننا نحتفل بعودة أرض سيناء بالسلاح في أكتوبر ١٩٧٣، وفي إبريل نحتفل بعودتها كاملة بالسياسة، وفرض مصر حمايتها كاملة على كامل أراضيها، وإذا كان الجيش المصري حرر سيناء بتكتيكات وخطط وعمليات بطولية في ٦ أكتوبر. وتدرس الآن في المعاهد العسكرية، فإنه تم تحريرها سياسيا بتكتيكات تستحق أن تدرس أيضا، وأشار أن تحرير الأرض مفهوم أكبر من استخدام السلاح، فهو مفهوم تستخدم فيه كل قوتك العسكريه والسياسية والاقتصادية، وقدرتك على المقاومة وثقافتك في التفاوض وإعلامك، وحرب التحرير حرب كبرى لا تقتصر على السلاح فقط ومن هنا كانت دلالة عيد تحرير سيناء، وأشار إلى علاقة مصر بسيناء في العصور القديمة، وكانت عبارة عن علاقة استفادة حيث كان دايما الملوك المصريون يرسلون حملات للبحث عن المعادن بها، وهو ما يسمى بحملات التعدين والتي كانت تستدعي السيطرة على القبائل التي كانت موجودة في سيناء وهي قبائل بدوية تختلف عن الشعب المصري الموجود في الوادي وأصولهم كانت تعود إلى الساميين والحاميين، ويقصد هنا قبائل سيناء، كما أن سيناء لم تعرف كمنطقة مستقلة عن مصر طوال تاريخها، كما أنها مليئة بالآثار المصرية القديمة التي تعود لأكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، ولوحات للملك سنفرو وخوفو تؤرخ للحملات المصريه لتأمين سيناء، وهناك مساكن المعدنين الذين كانوا يقومون باستخراج التعدين، ثم انتقل إلى العصر الحديث وبدء تأسيس الدولة المصرية الحديثة على يد محمد علي وخلفائه من الأسره العلوية، بدأ يعود الاهتمام بسيناء مرة أخرى، وبدأ المصري يكتشف وطنيته في عدة محطات كان من ضمنها سيناء وأشار إلى ثورة المصريين أثناء الثورة العرابية، الأعراب في سيناء تمردو أيضا وثاروا على الاحتلال الانجليزي، ومن ضمن المعارك التي حدثت أن الدوله العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى حاولت الزعم أن سيناء ليست جزءا من مصر وإنها جزءا من قارة آسيا وتتبع الإمبراطورية العثمانية، وهو الأمر الذي رفضه ملوك الأسرة العلوية، وأشار "الزهيري" أنه حتى يومنا هذا ما تزال سيناء نقطة توتر لمصر وهذا راجع لتاريخ سيناء وأهميتها الاستراتيجية والجغرافية الفريدة التي خصص لها جمال حمدان فصلا كاملا في كتاب شخصية مصر والذي أوضح فيه ماذا تمثل سيناء بالنسبة لمصر.
وفي كلمها تحدثت د. ميرفت عبد العظيم، عضو مجلس الشعب، عن أهمية مثل هذه الندوات وأهمية الدور التوعوي الذي تلعبه قصور الثقافة للتوعية بتاريخ مصر وملكيتها لأراضيها وكفاح الشعب المصري على مر العصور في الحفاظ على أراضيه من اي احتلال، كذلك الحرب على الإرهاب التي خاضها الجيش المصري يجب أن تنشر في قرى ومراكز مصر ويجب أن يتعلمها أطفالنا للرد على إدعاءات أعداء الوطن.
وفي مداخلة أخرى للدكتور أحمد عبد العال، مدير عام الآثار الأسبق، الذي تحدث عن سيناء تاريخيا في الأسر المصرية القديمة، وتحدث الكاتب محمود حمدون عن أهمية التنمية في سيناء، وأشاد الشاعر محمد حسني ابراهيم بجهود الدولة في الحرب على الإرهاب في سيناء.
جاء اللقاء ضمن البرنامج المقام بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم برئاسة ياسمين ضياء