احداث هامه مع نور سلامه منظمة الإعلام العربية.. نواة الحلم الإعلامي المشترك السبت 3 مايو 2025 

في يوم 3 مايو 1948، انطلقت في القاهرة واحدة من أبرز المبادرات الإعلامية في تاريخ الوطن العربي، حين اجتمع ممثلو عدد من الدول العربية لتأسيس منظمة الإعلام العربية، في خطوة رائدة لتوحيد الجهود الإعلامية العربية وبناء جبهة ثقافية تواجه التحديات المشتركة وتدافع عن قضايا الأمة.

جاءت المنظمة ثمرة نقاشات موسعة بين نخبة من الإعلاميين والوزارات المعنية في الدول العربية، الذين أدركوا مبكرًا أن الإعلام سلاح استراتيجي، لا يقل أهمية عن أي قوة سياسية أو عسكرية. فقد كانت الفترة حبلى بالتحديات، أبرزها التهديدات الصهيونية لفلسطين، وتنامي النفوذ الأجنبي في المنطقة، ما استدعى موقفًا إعلاميًا موحدًا يتجاوز الأقطار والحدود.

أهداف المنظمة

وضعت المنظمة منذ نشأتها مجموعة من الأهداف الطموحة، أبرزها:

تنسيق الخطاب الإعلامي العربي تجاه القضايا المصيرية.

تبادل الخبرات والمحتوى بين الإذاعات والصحف العربية.

تدريب الكوادر الإعلامية ورفع كفاءتها مهنياً.

إنشاء وكالة أنباء عربية مستقلة عن النفوذ الأجنبي.

البداية من القاهرة

اختيرت القاهرة مقرًا دائمًا للمنظمة، لما كانت تمثله مصر من ثقل ثقافي وإعلامي آنذاك، حيث كانت الإذاعة المصرية في أوجها، والصحف القومية تفرض وجودها في الساحة العربية. وقد احتضنت قاعة الاجتماعات بوزارة الإعلام أولى الجلسات التأسيسية بحضور وزراء ومسؤولين من سبع دول عربية.

الإرث والدور التاريخي

على مدار سنوات، لعبت المنظمة دورًا مهمًا في دعم العمل العربي المشترك إعلاميًا، وأسهمت في تطوير التعاون الإذاعي والتلفزيوني، وكان لها دور محوري في إنشاء شبكات تبادل الأخبار، وتغطية أحداث مصيرية مثل العدوان الثلاثي عام 1956، ونكسة 1967، واتفاقيات السلام.

ورغم ما مرّت به المنظمة من ركود أو تغييب أحيانًا، إلا أن الفكرة التي تأسست من أجلها ما زالت قائمة: الحاجة إلى إعلام عربي موحد يعكس صوت الشعوب، ويحمي الهوية، ويقاوم التشويه والتزييف.

 وفي ذكرى تأسيسها، لا يسعنا إلا أن نثمّن جهود الرواد الذين أدركوا منذ أكثر من سبعة عقود أن الإعلام ليس ترفًا، بل عمق استراتيجي لأي مشروع نهضوي. وقد بات من الضروري اليوم، في ظل الثورة الرقمية، أن تُبعث هذه الروح من جديد في صورة عصرية، لتكون منظمة الإعلام العربية جسرًا حقيقيًا بين الماضي والحاضر.