السجين المبشر بالقصر.. !بقلم بلال الصوفي.

ليس نيلسون مانديلا ولا يوسف عليه السلام هو من سأتحدث عنه إنما رجل معاصر فاز بأغلبية ساحقة فاستطاع أن يتزعم بلدية اسطنبول وأن يصنع المعجزات وأن يبني المنجزات فلما ملك قلوب شعبه وأذهلهم بكثرة نجاحاته وأسر أفئدتهم بحسن سيرته وسمعته ونبل أخلاقه كان جزاءه أن لبث في السجن بضع شهور.

وما نقموا منه إلا أنه أيقونة نضال دوى صوته في الآفاق وأنموذج كفاح ونجاح بلغ صيته الأرجاء.

وهذا ما يحدث في تركيا التي بات خيار أهلها في السجون والمنافي وشرارهم في القصور من يوم أن حكمها تنظيم الإخوان الإرهابي وذراعه السياسي حزب العدالة والتنمية بزعامة الديكتاتور أردوغان.

إن هذا السجين المبشر بالقصر هو البطل العظيم والزعيم المعارض أكرم إمام أوجلو الذي ما إن بات على شفا خطوة واحدة من القصر عبر الإنتخابات الرئاسية إلا وانقلب النظام الديكتاتوري على العملية الديمقراطية برمتها واعتقل مرشح المعارضة لينسف كل ما تبقى من مزاعم وجود ديمقراطية في تركيا.

ولئن قيل أن تركيا بلد الإنقلابات فلا انقلاب حقيقي وواقعي غير انقلاب الديكتاتور أردوغان على العملية السياسية وعلى الديمقراطية بهذه الصورة وهذا الشكل.

فلا يوجد انقلاب أقبح منه ولا أوضح ولا أشنع.

ولكن على الرغم من ذلك. سيظل أكرم إمام مبشر بالقصر وهو في السجن مثلما أن الديكتاتور اردوغان مبشر بالسجن وهو في القصر.

بعض من الشعر:

هو أكرم لبس النضال وساما

وغدا لكل الثائرين إماما

ولكامل الشرفاء إن ذكر اسمه

ألقوا عليه تحية وسلاما

إن تحظروه على حساب تويتر

فحضوره عم البقاع وداما

إن تسجنوه فلن يكون بملككم

أن تخرسوا الأفواه والأقلاما

قد أدخلوه لقعر سجن مظلم

فأبى إليهم يعلن استسلاما

وكراما الأبطال عاشوا مثلما

جاؤوا إلى الكون الفسيح كراما

هذا الذي يجري ويحدث يوم أن

أهل التطرف أصبحوا حكاما