18:10 | 23 يوليو 2019

"من يصلي بالناس؟.. فقه الإمامة في ضوء الكتاب والسنة والإجماع"

11:10am 22/05/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في كل مسجد، وفي كل صلاة جماعة، يثور سؤال جوهري: من أولى الناس أن يؤمّ المصلين؟
سؤال قد يبدو بسيطًا، لكنه يحمل أبعادًا شرعية عظيمة، فصل فيها العلماء، واستندوا إلى دلائل من القرآن الكريم، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة.
القرآن الكريم لم يُفصل في ترتيب الأحقية بالإمامة، لكنه وضع أصلًا عظيمًا في قوله تعالى:
"إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" [الحجرات: 13]
فالتقوى والعلم أساس التقديم، والإمامة منزلة لا تكون لمن لا يدرك عظمتها.
أما السنة النبوية فقد جاءت بالتفصيل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يَؤُمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ، فإن كانوا في القراءةِ سواءً، فأعلمُهم بالسُّنَّةِ، فإن كانوا في السُّنَّةِ سواءً، فأقدَمُهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرةِ سواءً، فأقدمُهم سنًّا..."
(رواه مسلم)
فأولوية الإمامة تبدأ بمن؟
1. الحافظ القارئ لكتاب الله:
هو أولى الناس بالإمامة، إذا كان ضابطًا لتلاوته، حافظًا للقرآن أو معظمه، عالمًا بأحكام الصلاة. وهذا هو "الشيخ الحافظ للقرآن" في سؤالك. فقدَّمَه النبي صلى الله عليه وسلم على غيره.
2. الشيخ الكبير في السن:
يُقدم إن كان متقنًا للقراءة، وفقيهًا بأحكام الصلاة، خاصة إذا اجتمع معه العلم بالسنّة أو سبق الهجرة أو التقدم في الإسلام، لكن السن وحده دون حفظ أو علم لا يكفي للتقديم.
3. الشاب القارئ الحافظ لبعض السور:
يقدَّم إن لم يوجد من هو أقرأ منه، بشرط إتقان ما يحفظ، وحسن أداءه للصلاة.
4. الطفل الصغير:
إذا كان مميزًا (عاقلًا مُدركًا غير بالغ)، وحافظًا للقرآن، وفاهمًا لأحكام الصلاة، فقد أجاز بعض العلماء إمامته، خاصة في غير الفريضة، أو في حال عدم وجود من هو أولى منه، وقد صلى الصحابة خلف الغلام عمرو بن سلمة كما في الصحيح.
5. العامي غير الحافظ إلا لقصار السور:
لا يُقدم للإمامة إلا إذا لم يوجد غيره، فحينها تصح إمامته عند جمهور العلماء، لقوله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم"،
فإذا لم يوجد القارئ، فالأقدر على أداء الفاتحة وما تصح به الصلاة يُقدَّم، إذ لا تترك الجماعة بغياب الإمام الكامل.
الإجماع:
نقل العلماء اتفاقهم على أن الأقرأ أولى، ثم الأعلم بالسنة، ثم الأقدم هجرة، ثم الأقدم إسلامًا، ثم الأكبر سنًّا، كما قال النووي وابن قدامة.
خلاصة المقال:
الأولى بالإمامة هو الحافظ القارئ الفقيه، ولو كان شابًا.
يُقدم الشيخ الكبير إن كان ضابطًا للقراءة.
تصح إمامة الصغير المميز إذا أحسن وأتقن.
تُقبل إمامة العامي القارئ للفاتحة فقط في حال الضرورة.
فالإمامة ليست وجاهة ولا سنًا فقط، بل علم وحفظ وأمانة، ومن عظم شأن الصلاة عظّم أمر إمامتها.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn