18:10 | 23 يوليو 2019

كراسي الصلاة في المساجد... عبادة أم عثرة؟

11:11am 22/05/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتى

في مشهدٍ بات يتكرّر في مساجدنا اليوم، نرى عشرات الكراسي وقد اصطفّت في الصفوف الأمامية للمصلين، أحيانًا بلا ترتيب، وأحيانًا تُزاحم الساجدين والراكعين، فتحدث خللاً في نظام الصفوف، وتعوق المصلين، وتشوش على روح الجماعة التي أرادها الله.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يجوز أن تُوضع الكراسي في الصفوف الأمامية بشكل عشوائي؟ وهل يليق بالمسجد أن يتحول إلى قاعة جلوس بدل أن يكون ساحة خشوع؟
أولًا: كراسي الصلاة.. ضرورة للمعذور
لا شك أن الشريعة الإسلامية راعت أحوال الناس، ومن رحمة الله أن خفّف عن المريض، والشيخ الكبير، والعاجز. قال الله تعالى:
"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" [البقرة: 286]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم" (رواه البخاري ومسلم).
وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس لما مرض، وأقرّ من صلى قاعدًا لعذر، فلا حرج في استخدام الكرسي للمحتاج.
ثانيًا: الكرسي في الصف الأول.. فقه الانضباط
هنا نأتي إلى لب المشكلة: هل يجوز وضع الكرسي في الصف الأول، ولو تسبب في خلل؟
الجواب: يجوز للمحتاج، لكن بشرطين:
1. أن لا يؤذي من بجانبه.
2. أن لا يُحدث فرجةً أو فوضى في الصف.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فإنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِن تَمَامِ الصَّلَاةِ" (رواه البخاري).
وقال أيضًا:
"لا تُخالفوا بين المناكب، ولا تذروا فُرَجًا للشيطان" (رواه أحمد).
وقد أجمع العلماء على أن تسوية الصفوف واجبة على الإمام والمأموم، وأن الصف إذا انقطع أو اعوجّ بدون سبب شرعي، وقع فيه النقص.
ثالثًا: الرسالة التي يجب أن تُفهم
من المؤسف أن بعض الكراسي باتت تُثبَّت في الصف الأول لأشخاص غير مواظبين، أو تُترك حتى في غياب أصحابها، أو توضع بطريقة تُربك المصلين. بل نجد أحيانًا المصلي على الكرسي يتقدّم أو يتأخر عن الصف، ويخلّ بالمظهر العام للصلاة.
وهنا لا بد من رسالة واضحة:
يا من تحتاج إلى الكرسي، أنت في رحاب الله، ولك حق، ولكن لا تجعل من حاجتك ضررًا لغيرك.
ويا مسؤولي المساجد، رتّبوا الكراسي في الجوانب أو الصفوف الأخيرة للمحتاجين، واحفظوا للصفوف هيبتها ونظامها.
رابعًا: الحل العملي
تخصيص جانب محدد من المسجد للكراسي، في الصفوف الأمامية أو الخلفية حسب الحاجة، بحيث لا تعيق الصف.
أن يُطلب من المصلين على الكراسي الاصطفاف بحيث لا يتقدّمون عن الصف ولا يقطعونه.
التوعية بخطبة أو منشور يوضح الأحكام الشرعية بلطف وأدب.
خاتمة:
المسجد بيت الله، والصلاة فيها عبادة جماعية، تُبنى على النظام والانضباط، لا على الفوضى. فلنحافظ على قدسية الصفوف، ولنوازن بين الرخصة الشرعية، وأدب الجماعة، فليست كل حاجة مبررًا لإرباك من حولنا.
قال الله تعالى:
"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" [الجن: 18]
فلا ندع فيها أنانيتنا أو عشوائيتنا، بل لندعها بيت النظام والخشوع.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn