"حادث واشنطن ومعاداة السامية: الضربة الوقائية لصالح إسرائيل"

في خضم تحوّل نسبي في الرأي العام الأوروبي والعالمي تجاه القضية الفلسطينية، ومع ارتفاع الأصوات المنتقدة للانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة، جاء حادث إطلاق النار في واشنطن – الموصوف على أنه "هجوم معادٍ للسامية" – ليوقظ نغمة قديمة اعتادت أن تسكت كل من يتجرأ على نقد الاحتلال: نغمة "معاداة السامية".
ما إن بدأت كفة التوازن تميل – ولو قليلًا – لصالح الفلسطينيين في الرأي العام، حتى جاء هذا الحادث ليعيد تسليط الضوء على "التهديدات التي يتعرض لها اليهود"، حسب الخطاب الإعلامي الأمريكي والإسرائيلي. حادث يبدو في توقيته ومكانه وكأنه ضُرب على وتر استخباراتي حسّاس، الهدف منه ليس فقط إثارة التعاطف، بل إعادة توجيه البوصلة الأخلاقية العالمية لصالح إسرائيل مجددًا.
الهدف من الحادث؟
ليس الهدف فقط التغطية على المجازر في غزة، بل أيضًا:
1. تجريم الخطاب المناهض للصهيونية: ربط أي انتقاد لإسرائيل بمعاداة السامية في أذهان الجماهير.
2. كسب شرعية جديدة: خاصة أمام الرأي العام الأمريكي المتململ من الدعم المطلق لإسرائيل.
3. إحراج النخب السياسية والإعلامية: بإجبارهم على التنديد بمعاداة السامية بدلًا من مواصلة الحديث عن فلسطين.
رؤية العالم السياسي؟
السياسيون الغربيون – خاصة في أمريكا وألمانيا وفرنسا – ما زالوا أسرى عقدة "الهولوكوست"، ويستغل اللوبي الصهيوني هذا الإرث لتخويفهم من أي تضامن فعّال مع الفلسطينيين.
لكن الرأي العام بدأ يتحرر، خاصة بين الشباب، وداخل الجامعات، وعبر مواقع التواصل. هذا التحوّل لا يُرضي مراكز النفوذ، لذا يُفتعل ما يُعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
خلاصة المشهد:
حادث واشنطن ليس صدفة. بل هو – على الأرجح – ورقة سياسية قذرة تهدف لإعادة توازن الرعب في خطاب العالم، ولإسكات كل من بدأ يقول: "كفى قتلًا في غزة".
إنها لعبة قذرة، تُدار باحتراف... ولكن الوعي الشعبي بدأ يخرج من أسر هذه الحيل.