18:10 | 23 يوليو 2019

رِفقًا بأولادنا.. طلاب الثانوية العامة

10:12am 23/06/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في أيامٍ هي الأصعب في عمر أبنائنا، حيث تقف أرواحهم على أطراف أصابع القلق، ويصحو كل يوم على دقات قلب متسارعة، لا لشيء سوى أنهم طلاب في مرحلة الثانوية العامة، نوجه هذه الكلمات من القلب إلى كل مسؤول، إلى كل معلم، إلى كل مراقب، إلى من أوكل إليه ضمير المهنة أن يكون راعيًا لا جزارًا، وأن يكون أبًا لا جلادًا.
رفقًا بأولادنا وبناتنا.. فهم في لجان الامتحان لا يخوضون معركة ضد عدو، إنهم يخوضون معركة مع الخوف، مع الضغط، مع الرهبة، مع الترقب، مع حلم يوشك أن يُهدم بسبب عبارة قاسية من ملاحظ، أو بسبب نظرة ترهيب من مراقب، أو بسبب صراخٍ لا يرحم عقولهم ولا قلوبهم.
أيعقل أن يكون الامتحان ساحة تُمارس فيها القسوة والابتزاز؟
أيعقل أن يُعاقب الطالب قبل أن يكتب كلمته؟
أيعقل أن يخرج أبناؤنا من لجانهم وهم يبكون لا من صعوبة الامتحان، بل من الإهانة والتعنيف؟
يا من تقفون على رؤوسهم في اللجان، أما تذكرون أنكم كنتم يومًا مثلهم؟
 أما علمكم دينكم أن "الرفق ما دخل في شيء إلا زانه"؟
 أما قرأتم قول نبيكم ﷺ: "اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به"؟
هؤلاء الأبناء ليسوا خصومكم، بل هم أبناؤكم، أمانة في أعناقكم، لنحاسب أنفسنا أمام الله: هل نحن نُهيئ لهم بيئة آمنة ونفسية هادئة، أم أننا ندفعهم للانهيار؟
نناشد كل من بيده القرار، وكل من بيده السلطة داخل اللجان، وكل من بيده التأثير:
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
 اجعلوا لجان الامتحان ميدانًا للعدل، لا ساحة للرعب
 وكونوا رحماء كما يحب الله لعباده أن يكونوا رحماء
إن أبناءنا لا يحتاجون فقط مراجعة المادة العلمية، بل يحتاجون دعمًا نفسيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا من كل من حولهم، يحتاجون من يطمئنهم لا من يهددهم، من يربت على كتفهم لا من يكسر أقلامهم.
دعوة من القلب لكل مسؤول ومراقب ومعلم:
اتقوا الله في أولادنا، فهم لا يطلبون منكم شيئًا سوى المعاملة الكريمة والاحترام، فكونوا لهم عونًا لا عبئًا، واذكروا أن الكلمة الطيبة صدقة، والرحمة عبادة، والرفق مفتاح للخير في الدنيا والآخرة.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn