لماذا أطلق نتنياهو اسم الشعب كالأسد على الحرب مع ايران ؟ !
أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية العسكرية الموجهة ضد إيران اسم "شعب كالأسد"، وهو تعبير مستوحى من الكتاب المقدس. هذا الاسم والتبرير الديني يعكسان استراتيجية متعمدة لاستخدام الرموز والتعبيرات الدينية كأداة لتعزيز الرغبة في القتال وتبرير الصراع، مما يفتح المجال لنقاش أوسع حول دور الدين في الخطاب السياسي الإسرائيلي.
بحسب موقع إعلامي عبري، يُعتبر هذا الاستخدام المكثف للغة الدينية وسيلة لتثبيت فكرة الصراع الوجودي أمام المجتمع الإسرائيلي، حيث استند نتنياهو إلى النصوص التوراتية لبناء سردية تعكس الإصرار والقوة. وركز الموقع على الآية التوراتية المقتبسة من سفر العدد (الإصحاح 23، والآية 24) قائلاً: "هوذا شعب يقوم ويرتفع كالأسد"، وهي الصورة التي حاول نتنياهو أن يصوغ بها مفهوم العملية العسكرية المحددة وهدفها.
تشير العبارة في السياق التوراتي إلى شجاعة مفرطة وعدوانية، حيث يُنظر إلى الأسد كرمز للقوة والبأس، لكن العِبرة تكمن في أن نتنياهو اقتبس فقط الجزء الأول من الآية وشدّد عليه. أما النص الكامل للآية فيحتوي على تصوير أشد حدة: "الأسد لا يستريح حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلاه".
إطلاق هذا الاسم ليس الأول من نوعه، إذ سبق لنتنياهو أن استخدم نفس العبارة قبل ستة أسابيع في خطاباته التي تناولت الصراعات القائمة، مشيراً بذلك إلى حرب حماس المستمرة. اليوم، يبدو أنه يسعى لإعادة استخدام هذا الخطاب الديني في توجيه الرأي العام الإسرائيلي تجاه عملية هجومية ضد إيران تحت نفس الشعار.
تحليل هذه العبارة يكشف عن دلالة رمزية قوية؛ فالأسد الدامي ليس مجرد استعارة للشجاعة القتالية فقط، بل يعكس تناقضات حادة في تأويلها ودورها في بناء المواقف السياسية والعسكرية.
