الدراما هى المذنب والرقابه فى اجازه بقلم : نور سلامة

في ظل تصاعد حوادث القتل والانتحار في المجتمع المصري، أصبح من الضروري إعادة النظر في ما يُعرض على شاشاتنا من مشاهد عنف وقتل وانتحار.
الأعمال الفنية التي تتكرر فيها هذه المشاهد بشكل فج ومُبالغ فيه، تسهم – ولو بشكل غير مباشر – في تطبيع العنف في وعي المشاهد، خاصةً فئة الشباب والمراهقين.
الإنسان بطبيعته مقلد، وعقله الباطن يُخزن ما يراه بصورة متكررة على أنه جزء من الواقع، وبالتالي يتحول رد الفعل الطبيعي في المواقف الصعبة إلى عنف أو انتحار بدلاً من التفكير أو طلب المساعدة.
فهل يُعقل أن نشاهد في اليوم الواحد عشرات مشاهد القتل والخيانة والانتحار، ثم نطالب بمجتمع آمن وسوي؟
نحن لا ندعو إلى فرض رقابة خانقة على الإبداع، ولكن نطالب برقابة واعية، تُميز بين الفن الذي يناقش الظواهر من أجل المعالجة، وبين المحتوى الهايف والمُضر الذي لا يقدم قيمة ولا رسالة.
كفانا تساهلًا مع ما يُعرض على شاشاتنا...
دماء تُراق في الواقع، بدأت كفكرة على الشاشة.