عبدالحى عطوان يكتب: رسالة إلى فخامة الرئيس

أكتب إليك من خلف جدران الأبنية العتيقة ..وأثق أن عدلكم لن يخيب
سيدى الرئيس .....
أكتب إليك لا من خلف العمارات الشاهقة، والفيلات الفاخرة، والمدن الساحلية، وأنما من وراء الأبواب القديمة التي صمدت سنينًا، ومن نوافذ الطوابق الشعبية التي تطل على وطن، ومن ألسنة الجدات والخالات والعواجيز الكواهل، ودموع الكادحين، وأمل البسطاء في أن عدلكم لن يُخيّب.
سيدي الرئيس...
لسنا ضد القانون أو التغيير، ولسنا من دعاة الجمود أو عدم الإنصاف واعطاء الحقوق، ولكننا من عشاق العدالة المجتمعية، التى هى ركن رصين لحماية ذلك الوطن . نعلم أنك تنحاز للإنسان قبل البنيان، وتضع كرامة المواطن فوق كل اعتبار. لا نريد شرخا يلتهم ليس فقط جدران تلك الأبنية العتيقة وانما العلاقات الرصينة التى تخطت أربعين عاماً فصنعت علاقات انسانيه نفخر بها .
سيدى الرئيس ....
أكتب إليك مناشداً من القلب، أن تعيد قانون الإيجارات القديمة إلى المجلس، لا رفضًا، بل بحثًا عن عدالة حقيقية تحفظ للملاك حقوقهم، وتحمي المستأجرين من الطرد والتشريد...لا تُصدق على قانون قد يُخرج الجد من بيته، وقد يُلقي بالأرملة واليتيم إلى الشارع، أو يُفقد طفلًا ذكرياته داخل جدران بيت عاش فيه عمرًا.
سيدي الرئيس،
نناشد سيادتكم بعدم التصديق على قانون الإيجارات القديمة بصيغته الحالية، وإعادته إلى مجلس النواب الموقر لمزيد من الدراسة والنقاش المجتمعي، وذلك لما قد يتسبب فيه القانون من آثار اجتماعية وإنسانية جسيمة، وعلى رأسها خطر الطرد والتشريد الذي قد يهدد آلاف الأسر البسيطة، من كبار السن ومحدودي الدخل الذين لا يملكون مأوى بديلًا، ولا مصادر دخل تعينهم على مواجهة تكاليف الإيجار الجديدة.فللحق وجهان، أحدهما يسكن القصور، والآخر ينام على الأرض، وكلاهما مصري... وكلاهما أمانة في عنق الدولة.
نحن لا ننكر حق الملاك المشروع، ونؤمن بضرورة معالجة هذا الملف الشائك بعدالة، ولكن ما نرجوه من سيادتكم هو إعادة صياغة القانون بحيث يوازن بين حقوق المالك وكرامة المستأجر، عبر:
نطالب فخامتكم ....
تطبيق القانون على مراحل زمنية مدروسة.
وضع معايير عادلة للفئات المستهدفة، بحيث يتم التفريق بين القادر وغير القادر.
عدم تطبيق القانون بأثر فوري على المستأجرين الأكثر هشاشة مثل كبار السن وذوي الأمراض وأسر الشهداء والمعاقين.
إطلاق برامج دعم وإسكان بديل تدريجي تحت مظلة العدالة الاجتماعية.
سيادة الرئيس،......
لقد لمسنا في عهدكم أنات البسطاء تجد صدى لدى صانع القرار، ونعلم أنكم دائمًا ما تضعون الإنسان المصري في قلب السياسات العامة، ولهذا نضع بين أيديكم هذه المناشدة، لا رفضًا للتطوير، بل طلبًا لتطبيقه برحمة وعدالة.
نناشدكم.. ألا يُختم هذا القانون بتوقيع قد يترك آلاف القلوب بلا مأوى، ونعلم أن قلبكم لن يرضى أن يُظلم فيه أحد.نثق في حكمتكم...حفظكم الله لمصر وشعبها، وسدد خطاكم لما فيه خير البلاد والعباد...
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام
التوقيع
العواجيز والكواهل