18:10 | 23 يوليو 2019

فريد عبد الوارث يكتب: "أسود البرث.. حين انتصرت الدماء الطاهرة على خسة الإرهاب"

12:44pm 07/07/25
فريد عبد الوارث
فريد عبد الوارث

في فجرٍ يوم مشهود من أيام مصر الخالدة و تحديدًا في 7 يوليو 2017، سُطِّرت واحدة من أعظم ملاحم الفداء في تاريخ الجيش المصري الحديث، عندما قرر رجال الكتيبة 103 صاعقة أن يكونوا الدرع و السيف، و أن يدافعوا حتى آخر قطرة دم عن شرف الوطن.
كمين البرث، الذي يقع جنوب مدينة رفح في شمال سيناء، كان مسرحًا لمعركة بطولية واجه فيها أبطال القوات المسلحة هجومًا غادرًا من عناصر إرهابية، أرادت أن ترفع رايات الظلام على أرضٍ لم و لن تُرفع عليها إلا راية مصر.
قاد الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي رجاله بثبات القائد الواثق، رافضًا أن ينسحب، و مصممًا أن يكون الحائط الذي تتحطم عليه موجات الغدر، قاتل هو ورجاله ببسالة نادرة، في ملحمة استمرت ساعات، رغم التفوق العددي والتكتيكي للعناصر الإرهابية، لكنهم ثبتوا كالجبال، ليكتبوا بدمائهم الطاهرة صفحة من المجد لا تُنسى.
لحظة الخلود: دماء تكتب النصر
رغم إصابة المنسي و عدد من رجاله، استمروا في القتال حتى النفس الأخير، كانت آخر كلمات المنسي في جهاز اللاسلكي وهو محاط بالنيران: "متحاصرين و مش هانسيب الكمين.. هنموت كلنا و مش هانسلم".
استُشهد المنسي و معه عدد من رفاقه الأبطال، ومنهم: النقيب محمد صلاح، والملازم خالد مغربي "دبابة"، والجندي محمد علي "أسد سيناء"، وغيرهم من أبناء مصر الأوفياء الذين سطروا أسماءهم في سجل الخالدين.
لكن دماءهم لم تذهب هباءً، فقد تحولت ذكرى استشهادهم إلى رمز للبطولة والشرف والولاء لمصر، وأصبحت قصة "البرث" تُدرَّس للأجيال، ليتعلموا أن الأوطان لا تُصان بالكلمات، بل بالتضحيات.
الجيش المصري.. درع الأمة وسيفها
ما حدث في كمين البرث ليس غريبًا على الجيش المصري العظيم، الذي يمتد تاريخه لأكثر من 7000 عام، هو الجيش الذي كتب أولى صفحاته في التاريخ، و وقف مدافعًا عن الأرض والعِرض منذ عهد الفراعنة، حتى أصبح من أقوى الجيوش في المنطقة والعالم.
من معركة قادش إلى الانتصار في أكتوبر 1973، و من تطهير الإرهاب في سيناء إلى حماية الحدود والمقدرات، أثبت الجيش المصري دائمًا أنه صمام أمان الوطن. رجاله لا يعرفون الخوف، ولا يتراجعون أمام العدو، ولا يفرّطون في حبة رمل من تراب مصر.
هذا الجيش العظيم لا يبني فقط قوة عسكرية، بل يصنع رجالا من ذهب.. أمثال المنسي، و خالد مغربي، و محمد الحوفي، و مئات غيرهم ممن آمنوا أن الشهادة شرف، و أن الوطن يستحق الحياة و الموت معًا.
تمر السنوات، و تبقى "البرث" نبضًا في قلوب المصريين، تذكّرهم أن هناك رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، و أن في مصر رجالًا لا يتركون مواقعهم حتى بعد أن يسكنوا السماء.
علموا شبابنا أن هؤلاء هم القدوة و المثل، فالمجد للشهداء، و العزة لخير الجند، و الخزي لكل من تآمر أو خان، ستظل مصر محفوظة برجالها، و تبقى دماء الأبطال هي النور الذي يُضيء لنا الطريق.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum