18:10 | 23 يوليو 2019

المهندس إيهاب محمود : مصر بين الضغوط والمؤامرات..

10:45pm 29/08/25
صوره ارشيفيه
حسام النوام

في وقت تتشابك فيه خيوط السياسة الإقليمية والدولية، وتتصدر القضية الفلسطينية واجهة الأحداث من جديد، تتعرض مصر لضغوط هائلة على مستويات متعددة: سياسية وأمنية واقتصادية. وفي ظل هذا المشهد المعقد، تحدث المهندس إيهاب محمود – الخبير الاقتصادي والأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي – بكلمات واضحة، أكد فيها أن مصر ستظل الرقم الأصعب في معادلة الشرق الأوسط، وأن كل المؤامرات ستسقط أمام وعي الدولة المصرية وصلابتها.

 

مصر والقضية الفلسطينية .. التزام تاريخي لا يتبدل

 

استهل المهندس إيهاب حديثه بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف إقليمي بالنسبة لمصر، بل هي قضية وطنية وقومية وإنسانية. فمنذ عام ١٩٤٨ وحتى اليوم، لم تتراجع مصر عن دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني. وقدمت مصر آلاف الشهداء في حروبها، واحتضنت الفلسطينيين في كل مراحل نضالهم.

 

وأشار إلى أن القاهرة لم تتعامل مع القضية الفلسطينية كـ "ورقة ضغط" أو وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية، بل كالتزام تاريخي وأخلاقي، وهو ما جعلها دائمًا طرفًا لا غنى عنه في أي مفاوضات أو مبادرات سلام.

 

الضغوط السياسية .. محاولات لإقصاء الدور المصري

 

وأوضح المهندس إيهاب أن مصر تواجه اليوم ضغوطًا سياسية غير مسبوقة من بعض القوى الإقليمية والدولية التي تحاول إزاحتها عن موقعها المركزي في ملف الوساطة. فهناك أطراف تسعى إلى فرض حلول مؤقتة تفتقر إلى العدالة، أو استخدام القضية الفلسطينية كورقة مساومة في صراعات أوسع.

 

ومع ذلك، ظلت مصر ثابتة في موقفها: لا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وأكد أن تحركات القيادة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تتسم بالحكمة، فهي تحافظ على ثوابت القضية، وفي الوقت ذاته تراعي الأمن القومي المصري واستقرار المنطقة.

 

الضغوط الأمنية .. حدود مشتعلة وأعباء إنسانية

 

من الناحية الأمنية، شدد المهندس إيهاب على أن مصر تتحمل عبئًا ثقيلًا بسبب التوتر المستمر في الأراضي الفلسطينية. فحدودها الشرقية مع قطاع غزة تشكل خط تماس مباشر مع الصراع، وهو ما يفرض مسؤوليات جسيمة على الأجهزة الأمنية المصرية.

 

فهناك خطر تسلل العناصر الإرهابية، ومحاولات تهريب الأسلحة، إلى جانب الحاجة إلى تأمين قوافل المساعدات والعمليات الإنسانية، خصوصًا في فترات التصعيد. وقال إن مصر تتحرك على أرضية صلبة، حيث تدير الملف الإنساني والأمني معًا بكفاءة عالية، ما جعلها تحظى باحترام المجتمع الدولي.

 

الضغوط الاقتصادية .. كلفة باهظة تتحملها مصر

 

كخبير اقتصادي، لفت المهندس إيهاب إلى أن استمرار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يترك آثارًا مباشرة على الاقتصاد المصري.

 

السياحة تتأثر سلبيًا بحالة التوتر في المنطقة.

 

الاستثمارات الخارجية تتردد في اتخاذ قرارات طويلة المدى وسط أجواء مشتعلة.

 

الدولة تتحمل تكاليف إضافية لتأمين الحدود وإدارة المساعدات.

 

لكن رغم هذه الضغوط، أشار المهندس إيهاب إلى أن مصر تضع المصلحة القومية أولًا، ولا تساوم على دورها، مؤكدًا أن هذه التضحيات هي ثمن القيادة الحقيقية في المنطقة.

 

مصر وسياسة الوساطة .. ثقة لا تتزعزع

 

أوضح المهندس إيهاب أن مصر هي الوسيط النزيه الوحيد الذي يحظى بثقة كل الأطراف: السلطة الفلسطينية، الفصائل، وحتى القوى الدولية الكبرى. فقد نجحت القاهرة مرارًا في وقف التصعيد، وفرض هدنة، وفتح قنوات للحوار.

 

وقال إن هذه النجاحات لم تأت من فراغ، بل من رصيد تاريخي طويل ومن قناعة أن مصر لا تبحث عن مصالح ضيقة، وإنما عن استقرار المنطقة وحقوق الشعوب.

 

الإعلام المأجور وحملات التشويه

 

توقف المهندس إيهاب عند الحملات الإعلامية المأجورة التي تستهدف مصر، محذّرًا من خطورتها. وأوضح أن هناك منصات مشبوهة تحاول تصوير مصر وكأنها تخلت عن القضية الفلسطينية، أو أنها انحازت لطرف ضد آخر.

 

هذه الحملات – بحسب وصفه – لا تهدف سوى إلى ضرب الثقة بين الشعبين المصري والفلسطيني، وزرع الفتنة بين الجاليات العربية، مشيرًا إلى أن وعي الشعوب كفيل بإفشالها، وأن التاريخ وحده كفيل بفضح الأكاذيب.

 

الدعوات المأجورة للتظاهر أمام السفارات المصرية

 

وفي سياق متصل، تطرق المهندس إيهاب إلى الدعوات المشبوهة للتظاهر أمام السفارات المصرية في الخارج بحجة نصرة القضية الفلسطينية. وأكد أن هذه التحركات ليست سوى أدوات ضغط سياسي مدفوع الأجر تهدف إلى تشويه صورة مصر وإظهارها بمظهر العاجز أو المتخاذل.

 

أهداف هذه الدعوات

 

تصوير مشاهد مضللة تروجها وسائل إعلام معادية لإضعاف الموقف المصري.

 

خلق حالة من الفوضى حول السفارات كمقرات سيادية.

 

ضرب العلاقة بين المصريين في الداخل والجاليات بالخارج.

 

الأبعاد الأمنية

 

أوضح المهندس إيهاب أن استهداف السفارات بهذه الطريقة يمثل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي المصري. فالسفارة ليست مجرد مبنى، بل جزء من السيادة الوطنية. وأي اعتداء عليها أو محاولة حصارها يُقرأ كتهديد لمكانة الدولة المصرية.

 

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية والدول المستضيفة لهذه البعثات تتعاون بشكل وثيق لإحباط هذه المحاولات، مؤكدًا أن مصر لن تسمح بتحويل بعثاتها الدبلوماسية إلى ساحة للفوضى.

 

أمثلة سابقة ودروس

 

وربط المهندس إيهاب هذه الدعوات بحوادث سابقة مثل استغلال أسماء أنس وميدو عبر منصات التواصل الاجتماعي. فالقضية ليست في الأشخاص، بل في المخطط الإعلامي الذي يوظف أي حدث أو شخصية لإحداث ضوضاء ضد مصر.

 

وقال إن السيناريو ذاته يُعاد الآن تحت لافتة "القضية الفلسطينية"، لكن الوعي الشعبي كفيل بإفشاله.

 

المصريون بالخارج .. خط الدفاع الأول

 

أكد المهندس إيهاب أن المصريين في الخارج عليهم مسؤولية وطنية كبيرة في هذه المرحلة، فهم خط الدفاع الأول عن صورة وطنهم. ورفضهم المشاركة في التظاهرات المأجورة، ووقوفهم إلى جانب بلدهم، هو أكبر رد على هذه المؤامرات.

 

وأشار إلى أن المصري المغترب الذي يخرج مدافعًا عن وطنه أمام العالم يوجه رسالة أقوى من أي بيان رسمي: أن مصر ليست وحدها، بل خلفها ملايين الأوفياء.

 

واختتم المهندس إيهاب محمود حديثه بالتأكيد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود الموقف المصري بحكمة نادرة، حيث يوازن بين حماية الأمن القومي والدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ويرفض أي حلول مؤقتة لا تحقق العدالة.

 

وقال إن الضغوط ستستمر، لكن مصر قادرة على تحويل كل أزمة إلى فرصة، وأن التاريخ سيسجل أن مصر، رغم كل التحديات، ظلت ركيزة الاستقرار وقلعة الدفاع عن القضية الفلسطينية.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum