بولس عوض يكتب : "اغتيال ام افتعال"

إن محاولة الاغتيال التي قامت بها إسرائيل في حق وفد حماس المفاوض في دولة قطر وإن كان في ظاهره يعد إغلاقًا لباب المفاوضات، وانتهاءً للحلول الودية والدبلوماسية؛ لكنه في الحقيقة هو انتهاءً لفترة المماطلة الإسرائيلية والانتقال إلى مرحلة أخرى حسب مخططاتهم الخبيثة فقد كانت المفاوضات طيلة الفترات السابقة أداةً لتضيع الوقت؛ وذلك ليخدم تنفيذ مشروعهم بدقة دون استعجال، فقد تمت عدة مفاوضات كانت تنتهي بالفشل لوضعها عراقيل يمانع قبولها الطرف الآخر، وكل ذلك لأنه لا توجد نية حقيقية للوصول إلى إتفاق أو هدنة طويلة الأمد، وفي سياقٍ متصل تكون إسرائيل من خلال هذا الهجوم قد بعثت برسالة للدول العربية أنه لا مانع لديها لفتح جبهات أخري؛ فهي بذلك تنتهك سيادة دول الشرق الأوسط وتريد من ذلك اظهار قوتها وتسيدها على المنطقة برمتها لا سيما غزة وسوريا ولبنان واليمن وأخيرا قطر.
وهنا السؤال: لماذا ترى دولة الإحتلال أن وفد حماس الآن هم إرهابيون ويجب طردهم و تسليمهم بالرغم أنه سبق لهم الجلوس معهم على طاولة المفاوضات؟
ربما ذريعتهم هو هجوم القدس قبلها بيوم.
أعتقد أن إسرائيل تريد ألا يوجد مقاومة نهائيا فهي تسعى إلى تحقيق هدفها وهو التهجير ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية، ولا يحدث ذلك طالما هناك من يقاوم ولن يفلح ذلك طالما هناك من لم يستسلم وبعد كل ذلك في نهاية الطريق توجد مصر التي تقف كسدًا منيعًا أمام مشروع إسرائيل الكبري المزعوم، تتسارع الأحداث و تتنوع وكلها تؤدي إلى التهجير فهو النقطة الفاصلة والحاسمة، ففي تلك الأيام كثف الإحتلال من ضرباته لغزة ليدفع أهلها للنزوح نحو رفح حيث الحدود مع مصر، وأعتقد أن دولة الإحتلال سوف تصور المشهد على الحدود بطريقة خبيثة في محاولة لتصدير الصورة المغلوطة والمشوهه عن مصر مستغلة أيضا المغيبين كما استخدمتهم للتظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج، وربما ذات المغيبين قد ينساق و يصدق، لكن الأغلبية من الشعب المصري المخلص الوطني يثق في قيادته وجيشه و لم ينصاع وراء المهاترات والأكاذيب التي يفتعلها الكيان الصهيوني في تزييف الحقائق و الاغفال عن الدور التي تقوم به مصر تجاه محنة أهل غزة لأنه يعلم تماما أن مصر هي المحطة الأخيرة.