الحميلي يكتب .. ايها الضلالي .. أنتبه

في زمن كثر فيه الباطل وتزيّن بثياب الحق، وارتفع فيه صوت الفتنة أعلى من صوت الحكمة، لا بد أن نقولها بصراحة: إلى كل شخص ضلالي.. انتبه.
انتبه لأن الضلال لا يقتصر على انحراف الفكر أو خيانة الأمانة، بل يبدأ من كلمة زائفة، ومن خطوة صغيرة في طريق الغواية، حتى يتحول صاحبه إلى أداة للهدم بدل البناء.
انتبه لأنك قد تظن نفسك على صواب وأنت تغرق في الظلم، تبرّر أفعالك بالشعارات، وتُلبس باطلك ثوب الفضيلة، بينما حقيقتك مكشوفة أمام الله، وأمام من يملكون البصيرة.
انتبه لأن الضلال لا يدوم، ولو ظننت أن حبالك متينة، فإن الحق لا يُهزم، والباطل مهما علا فصوته إلى حين. والتاريخ يشهد أن كل ضلالٍ زال، وبقي أثر الصادقين.
انتبه لأنك قد تظلم الناس بلسانك أو قلمك أو سلطانك، وتنسى أن دعوة مظلوم في جوف الليل كفيلة أن تزلزل عروش الباطل.
وأخيراً..
يا من اخترت طريق الضلال، إن لم تراجع نفسك اليوم، فغداً ستقف وحدك أمام رب العالمين، بلا جاهٍ ولا سلطان، ولا ينفعك عندها إلا عملك الصالح، إن وُجد.
فعد إلى رشدك قبل أن يسبقك الأجل.