18:10 | 23 يوليو 2019

القاهرة في مواجهة التعقيدات قراءة في أجندة اللقاء المرتقب بين وفدي حماس وإسرائيل

1:07pm 05/10/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

من جديد تعود القاهرة إلى صدارة المشهد الإقليمي ممسكة بخيوط التوازن بين الحرب والسلام بعدما وجهت مصر دعوة رسمية لوفدي إسرائيل وحماس لعقد جولة محادثات غير مباشرة يوم الاثنين المقبل في خطوة تحمل بين طياتها رهانًا جديدًا على قدرة الدبلوماسية المصرية في إعادة ضبط إيقاع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
التحرك المصري يأتي في لحظة سياسية حساسة أعقبت إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قدم خطة سلام لإيقاف الحرب في غزة وبدء عملية تبادل الأسرى وإعادة الإعمار ورغم أن الموافقة جاءت مشروطة فإنها فتحت بابًا واسعًا أمام الأمل بتهدئة قد تكون الأولى من نوعها منذ شهور من التصعيد المتواصل
مصر التي لطالما حملت عبء الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تدرك أن أي اتفاق لن يكتب له النجاح دون غطاء سياسي قوي وضمانات ميدانية حقيقية ولهذا جاءت الدعوة المصرية لتكون منصة للحوار الفني والإنساني في آن واحد فوفق مصادر دبلوماسية ستتناول المحادثات آليات تنفيذ خطة التبادل وضمان انسحاب تدريجي من القطاع مع بحث الترتيبات الأمنية التي تضمن عدم عودة المواجهة مجددًا
على الجانب الآخر تشير التحليلات إلى أن إسرائيل تسعى من خلال المفاوضات إلى كسب الوقت وترتيب المشهد الداخلي قبل أي التزام فعلي بالاتفاق في حين تنظر حماس إلى المفاوضات باعتبارها فرصة سياسية لكسر الحصار وفرض وجودها كطرف شرعي في معادلة الحل
ما بين حسابات القوة ومقتضيات السياسة تبرز القاهرة كلاعب وحيد يمتلك مفاتيح الحل الممكن مستندة إلى تاريخ طويل من إدارة التوازنات الصعبة في الملفات العربية فمصر لا تسعى فقط لتهدئة آنية بل لتثبيت مسار سياسي جديد يعيد الاعتبار للدبلوماسية كأداة لفرض الاستقرار في المنطقة
اللقاء المرتقب في القاهرة لن يكون مجرد جلسة تفاوضية عابرة بل اختبارًا حقيقيًا لإرادة الأطراف كافة ولقدرة المجتمع الدولي على ترجمة الأقوال إلى أفعال وبين التفاؤل الحذر والتشكيك المشروع يبقى الدور المصري هو الثابت الوحيد في معادلة متغيرة لا تهدأ إلا حين تتكلم القاهره.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum