18:10 | 23 يوليو 2019

زاد العزة.. مصر التي لا تنسى غزة

1:14pm 17/10/25
صوره ارشيفيه
عصران الراوي

حين تخرج من أرض مصر قافلة تحمل اسم زاد العزة محملة بآلاف الأطنان من الغذاء والدواء والوقود فاعلم أن القاهرة ما زالت على عهدها لا تترك غزة وحيدة ولا تغلق قلبها أمام أنين الجائعين وصوت الجرحى هناك

 

اليوم القافلة رقم 52 لم تكن مجرد شاحنات تتحرك في صحراء سيناء بل كانت رسالة سياسية وإنسانية تقول إن مصر رغم أزماتها الداخلية وضغوطها الاقتصادية لم تتخل عن دورها التاريخي كحائط صد ضد الجوع والخذلان في فلسطين

 

أكثر من 4 آلاف طن من المساعدات الإنسانية انطلقت عبر الهلال الأحمر المصري لتصل إلى القطاع المحاصر تضمنت أكثر من ألف طن سلال غذائية وسبعمائة طن مستلزمات طبية وإغاثية وألفين وثلاثمائة طن مواد بترولية لتبقي عجلة الحياة تدور في غزة ولو ببطء

 

الرسالة الأهم أن مصر لا تتعامل مع المساعدات كمنحة بل كواجب وطني وإنساني نابع من عقيدة ثابتة بأن أمن غزة من أمن مصر وأن صمود الفلسطينيين ليس شأنا خارجيا بل هو جزء من كرامة الأمة كلها

 

وفي الوقت الذي تزداد فيه الأصوات الدولية الصامتة والمتفرجة على مأساة غزة كانت مصر تتحرك بالفعل لا بالكلمات تفتح المعابر حين تغلق وتدير غرف العمليات حين يتوقف الآخرون عن الحسابات السياسية الباردة

 

قافلة زاد العزة ليست رقما جديدا في سجل الإغاثة بل عنوان لاستمرارية الدور المصري الذي لم يعرف المزايدات ولا الشعارات الجوفاء بل العمل الصامت الذي يكتب تاريخه بالفعل لا بالتصريحات

 

وهكذا تبقى مصر الدولة التي لا تغلق قلبها أمام جراح العرب ولا تترك أشقاءها في لحظة الشدة مهما تبدلت الظروف أو تبدلت التحالفات تظل البوابة التي تفيض بالعطاء حين يشح الآخرون وتظل غزة في قلب مصر ما بقي فيها نبض وعهد

 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum