18:10 | 23 يوليو 2019

العالم اعمى 19 جثة لاسرائيليين و10 الاف فلسطيني تحت الركام

10:59pm 17/10/25
صوره ارشيفيه
عصران الراوي

العالم اليوم يمر بعمى اخلاقي وسياسي لا يمكن تفسيره كل الجهود والطاقات تسخر لاستخراج 19 جثة لاسرائيليين بينما عشرات الاف الفلسطينيين الابرياء بينهم اطفال ونساء وشيوخ وعائلات كاملة ما زالوا تحت انقاض غزة بلا اي متابعة او اهتمام دولي هذا الانشغال الانتقائي ليس صدفة بل سياسة ممنهجة تكشف عن قمة الانحطاط الاخلاقي وازدواجية المعايير التي تسيطر على القرارات الدولية

 

غزة ليست مجرد مدينة تحت الحصار انها جرح مفتوح يعاني من كارثة يومية المنازل مهدمة الاطفال فقدوا اهاليهم نساء تحت الركام الاف الضحايا المفقودين الذين لم يسمع لهم احد ومع ذلك يظل العالم منشغلا بجثث 19 اسرائيليا فقط هذا الانشغال يفضح زيف القيم الانسانية المزعومة ويكشف ان العدالة الدولية انتقائية موجهة وفق مصالح الدول الكبرى لا وفق الحق والحقيقة

 

ازدواجية المعايير هذه تتجلى في كل لحظة الاعلام الدولي يكرس كل اهتمامه لما يخص الجانب الاسرائيلي بينما مئات القرى والمدن الفلسطينية تتعرض للدمار بلا اي تغطية حقيقية صمت العالم عن الاف المدنيين الفلسطينيين ليس بريئا بل هو جزء من آلة سياسية تحمي الاحتلال وتغض الطرف عن الجرائم المنظمة

 

المأساة ليست مجرد ارقام بل حياة البشر التي تهدر بلا حساب كل يوم يمر تحت الانقاض شهادة على فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين وكل ساعة تمر بلا ضغط حقيقي على الاحتلال رسالة ضمنية انه يسمح بالقتل والتدمير

 

العدالة الانسانية لا يمكن ان تكون انتقائية ولا يمكن ان يقاس وزن حياة الانسان بحسب جنسيته من يتجاهل الاف المدنيين الفلسطينيين تحت الركام يصبح شريكا في الجريمة ومن يسكت عن الظلم يصبح شاهدا على ابشع صور ازدواجية المعايير في عصرنا

 

ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد مأساة سياسية او نزاعا اقليميا انه اختبار حقيقي للضمير العالمي يبين حجم الانحياز والتحيز والاختيار الانتقائي للعدالة المطلوب ليس مجرد الحديث عن المأساة بل العمل الفعلي على الضغط على المجتمع الدولي والمجالس الحقوقية لايقاف الظلم وحقوق العدالة الانسانية الحقيقية لا تعرف جنسية او لونا وكل دم يهدر تحت الركام الفلسطيني يحمل نفس القدر من الالم والحق في الحياة مثل اي دم اخر

 

الغضب الذي يشعر به كل من يرى هذا الظلم ليس عاطفة عابرة بل صرخة ضد مجتمع دولي اصبح صمته جزءا من الجريمة العالم الذي يغمض عينيه عن عشرات الاف الفلسطينيين تحت الركام بينما يهتم بكل تفاصيل استخراج 19 جثة يحتاج لاعادة نظر جذرية في قيمه واخلاقه والا فالصمت سيكون شهادة تورط لن تنسى

 

لقد حان الوقت ليعرف العالم ان دم الفلسطينيين ليس اقل قيمة من دم اي انسان اخر وان العدالة الانسانية يجب ان تكون شاملة لا انتقائية وان كل لحظة تأخير في محاسبة الاحتلال تعني استمرار مأساة لا يمكن السكوت عنها

 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum