18:10 | 23 يوليو 2019

قطار الكرامة الرحلة 26 لعودة الأشقاء السودانيين ضمن مبادرة العودة الطوعية

10:34am 19/10/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

واصلت مصر أمس جهودها الإنسانية لدعم الأشقاء السودانيين عبر قطار الكرامة الرحلة السادسة والعشرين ضمن مبادرة العودة الطوعية في خطوة تعكس التزام الدولة العميق بالقيم الإنسانية وتعزز من دورها الإقليمي كداعم للاستقرار والتضامن بين الشعوب الشقيقة المبادرة التي تنفذها الهيئة القومية لسكك حديد مصر بتوجيهات الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل لم تقتصر على نقل مئات الأسر السودانية بأمان وراحة بل تمثل أيضًا رسالة سياسية ودبلوماسية قوية تؤكد التزام القاهرة بدعم الأشقاء في كل الظروف
انطلقت الرحلة أمس من محطة مصر برمسيس متجهة إلى محافظة أسوان على أن تعاود العودة لاستقبال مزيد من الركاب وقد وصل إجمالي عدد المستفيدين من المبادرة حتى الآن إلى 24704 راكب وهو رقم يعكس نجاح التجربة وكفاءة التنسيق بين الجهات المختلفة ويبرز قدرة الدولة المصرية على الجمع بين العمل الإنساني والتنظيم المؤسسي الفعال
ويؤكد قطار الكرامة أن مصر قادرة على إدارة الملفات الإنسانية الكبيرة بكفاءة وهو نموذج عملي لدمج العمل الخدمي مع السياسة الخارجية الذكية المبادرة لا تقتصر على النقل فقط بل تشمل توفير كافة الإمكانات الفنية واللوجستية لضمان راحة المسافرين وهو ما يعكس حرص الدولة على تحويل كل رحلة إلى رسالة تضامن وأخوة وتعزيز الثقة بين الشعبين المصري والسوداني
على الصعيد السياسي تظهر المبادرة قدرة مصر على مواجهة التحديات الإقليمية وتحويل الملفات الإنسانية إلى أدوات استراتيجية لتعزيز نفوذها الإقليمي ففي ظل الأزمات المستمرة في السودان تعمل القاهرة على تقديم الدعم المباشر والمخطط بعناية ما يضمن عودة مستقرة وآمنة للمواطنين ويعزز من مكانة مصر كلاعب رئيسي في المنطقة قادر على التأثير الإيجابي في إدارة الأزمات
كما تعكس المبادرة دور مصر في بناء علاقات مستدامة مع السودان الشقيق حيث تتجاوز الدعم المؤقت لتشمل التخطيط طويل المدى الذي يوازن بين العمل الإنساني وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلد الشقيق وتوضح الأرقام والتنظيم اللوجستي المتقن أن المبادرة ليست مجرد عمل رمزي بل مشروع مستدام يعكس رؤية مصرية واضحة لتعزيز الروابط الثنائية وحماية مصالح الأشقاء
ويعتبر قطار الكرامة مثالًا حيًا على كيفية توظيف المبادرات الإنسانية لتعزيز السياسة الخارجية فهو يدمج بين العمل الميداني والرسائل الدبلوماسية ويؤكد أن مصر قادرة على تقديم نموذج متكامل يجمع بين العون الإنساني وإدارة الملفات الإقليمية بشكل متوازن بما يعكس رؤية وطنية واضحة للدور المصري في المنطقة
كما تعزز المبادرة من صورة مصر كداعم أساسي للسلام والاستقرار الإقليمي فهي تقدم نموذجًا عمليًا لكيفية استخدام الموارد الوطنية والمبادرات الحكومية لتقديم المساعدات الإنسانية وفي الوقت ذاته تعزيز الدور الدبلوماسي فكل رحلة من قطار الكرامة تحمل أكثر من مئات الركاب فهي تحمل رسالة سياسية مفادها أن القاهرة لا تتخلى عن الأشقاء وأن العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين المصري والسوداني هي محور السياسة الإقليمية المصرية
في خضم التحديات الإقليمية تثبت مصر عبر مبادرة العودة الطوعية أن العمل الإنساني والسياسة الخارجية يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب وأن القدرة على تقديم الدعم المباشر للمواطنين وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة أمر ممكن وفعال ما يجعل قطار الكرامة رمزًا حقيقيًا للكرامة والتضامن المصري السوداني ورسالة واضحة للعالم بأن مصر تعرف كيف توازن بين الإنسانية والسياسة في آن واحد
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum