18:10 | 23 يوليو 2019

حق الأبناء على الآباء.. مسؤولية أمام الله والمجتمع

11:34am 28/10/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتزداد فيه الأزمات، نجد بيوتنا تحاصرها المشكلات من كل جانب، وتنهار أسرٌ كانت بالأمس مثالًا في التماسك، والسبب في كثيرٍ من الأحيان اختيارٌ خاطئ منذ البداية، واستهانة بحقٍ عظيمٍ غفل عنه كثيرون… ألا وهو حق الأبناء على آبائهم وأمهاتهم.
لقد اعتدنا أن نسمع عن "حق الآباء على الأبناء" من طاعةٍ ورعايةٍ وبرٍّ وإحسان،
لكن القليل من الناس من يقف وقفة صدق ليسأل نفسه:
هل أدّيتُ أنا كأبٍ أو كأمٍ حق أولادي كما أمر الله ورسوله؟
قال النبي ﷺ:
«كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته»
فالأب راعٍ في بيته ومسؤول عن أسرته، والأم راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن أولادها.
ليست الرعاية في المال أو الطعام أو الملبس وحدها، بل في التربية، والمراقبة، وغرس القيم، وتعليم الدين والخلق، تلك التي تصنع جيلاً صالحًا يرفع رأس والديه في الدنيا والآخرة.
إن الأب الذي ينشغل عن أبنائه بعمله أو سهره، ويتركهم فريسةً لرفقاء السوء أو لمواقع التواصل دون توجيه أو رقابة،
والأم التي تشغلها المظاهر والترف عن تربية أولادها وتعليمهم أدب الدين،
كلاهما يفرّط في أمانةٍ عظيمةٍ سيسألان عنها يوم القيامة.
قال الله تعالى:
 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾
فالأمر الإلهي هنا واضح: احمِ نفسك وأهلك من النار، أي بالتربية الصالحة، والتعليم، والموعظة، والقدوة الحسنة.
ويا للأسف! كم من أبٍ يبكي اليوم على ضياع ابنه، وهو لم يسأله يومًا: من تصاحب؟ وماذا تتعلم؟ وأين تذهب؟
وكم من أمٍ تندم حين ترى ابنتها قد انحرفت عن طريق الصواب، وهي التي كانت تظن أن المال والهدايا كافية!
أيها الآباء والأمهات،
إن أولادكم أمانة بين أيديكم،
ليسوا ملكًا لكم، بل وديعةٌ من الله تعالى.
ومن ضيّع الأمانة خان الله ورسوله.
فلا تتركوا أبناءكم للشارع أو للهواتف أو لأصدقاء السوء،
بل كونوا معهم بالحكمة والمودة، بالقدوة قبل الكلمة، وبالاحتواء قبل العقاب.
راقبوهم، واسمعوهم، واغرسوا فيهم الإيمان والرحمة، فذاك هو الاستثمار الحقيقي الذي يبقى بعد فناء المال والجاه.
ولنتذكر جميعًا أن صلاح الأبناء مرآةٌ لصلاح الآباء، وأن الأمة التي يضيع فيها حق الأبناء هي أمةٌ تُكتب عليها شهادة الضعف والانهيار.
فلنقف مع أنفسنا اليوم وقفة صدق،
نسأل فيها: ماذا قدّمنا لأبنائنا؟
هل منحناهم تربيةً تهديهم إلى الطريق المستقيم؟
أم تركناهم تائهين بين أهواء الدنيا؟
 اللهم ارزقنا حسن الرعاية، ووفقنا لأن نكون آباءً وأمهاتٍ صالحين نغرس في أبنائنا الإيمان والخلق والرحمة،
واجعل أبناءنا قرةَ عينٍ لنا في الدنيا والآخرة.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum