18:10 | 23 يوليو 2019

معركة ضد الإهانة... نداء قانوني ومجتمعي لحماية بناتنا وأخلاقنا

11:39am 28/10/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

في كل شارع، وأمام المدارس، وعلى الأرصفة وفي الميادين، مشهدٌ مؤلم يتكرر: شباب يطلقون ألفاظًا بذيئة، وإيحاءات غير لائقة، يضايقون الفتيات، ويتعاملون مع الأمر كأنه «مزاح» أو «هزار».
لكن الحقيقة أن ما نراه ليس هزارًا… بل انحلال تربوي وأخلاقي وقانوني يستدعي وقفة حازمة من الجميع — من الأسرة، والمجتمع، والدولة.
لقد تحوّلت المعاكسات إلى ظاهرة تُهدد الأمن الاجتماعي والنفسي، تُضعف القيم، وتفتح أبواب الجريمة، من ابتزازٍ وتحرّشٍ وانتهاكٍ لكرامة الإنسان.
وهنا لا بد أن ندرك أن التربية غابت، والرقابة الأُسرية تراجعت، والدور المجتمعي خفت صوته، فخرجت فئة من الشباب بلا توجيه ولا وازعٍ ديني ولا أخلاقي.
🔹 القانون واضح لا لبس فيه
المادة (306 مكرر أ) من قانون العقوبات تجرّم كل من يوجه ألفاظًا أو إيحاءات خادشة أو أفعالًا فاحشة في الأماكن العامة أو الخاصة، وتصل العقوبة إلى الحبس والغرامة، وتُشدد عند التكرار أو استغلال النفوذ.
إذن لا حجة ولا عذر. فكل من يُضايق فتاة أو يعتدي لفظيًا أو فعليًا، يُحاسَب بالقانون، ولا تسقط تلك الجريمة بالتسامح أو التبرير.
🔹 المجتمع كله مسؤول
المسؤولية لا تقع على الدولة وحدها، بل على كل فردٍ في المجتمع.
نحن بحاجة إلى يقظة من:
الأسر: لتربية الأبناء على احترام الآخرين، وتعليمهم أن الرجولة ليست صياحًا في الشارع، بل خلقٌ وكرامة.
المعلمين والخطباء والمربين: لترسيخ القيم الدينية في النفوس، وغرس معاني الحياء والاحترام.
رجال الأمن والعمد والمشايخ والقيادات المحلية: لمراقبة هؤلاء الشباب وردعهم فورًا، قبل أن تتحول التجاوزات الصغيرة إلى كوارث أخلاقية واجتماعية.
وسائل الإعلام والمدارس: لنشر الوعي، وتحذير الطلاب من العقوبات القانونية، وتوضيح أن الفتاة أخت وأم وابنة، وليست هدفًا للعبث أو الإهانة.
🔹 رسالة إلى هؤلاء الشباب
إلى من يظن أن الشارع ملعب للمعاكسات، تذكّر أن كل لفظٍ بذيء تكتبه الأيام في سجلك.
القانون لن يتساهل، والمجتمع لن يسكت.
وربما ما تفعله اليوم مع فتاة، سيفعله غدًا آخر بأختك أو ابنتك. فاحترم لتُحترم، وارتقِ لتكون إنسانًا بحق.
🔹 دعوة حازمة للمجتمع
نحن بحاجة إلى وقفة جماعية واعية، تشمل:
مراقبة صارمة في المدارس والميادين.
كاميرات وأمن إداري لحماية الطلاب والطالبات.
حملات توعية في القرى والمدن.
مبادرات شبابية لمحاربة الظواهر السلبية والتبليغ عنها.
فالمجتمع الذي يترك بناته يتعرضن للإهانة، هو مجتمع يُهين نفسه قبل أن يُهينهن.
ولن ننهض إلا عندما نواجه هذه القلّة المنفلتة، ونُعيد هيبة القانون والخلق معًا.
🔻 الخاتمة:
لن تُبنى الأوطان إلا بأخلاق شبابها، ولن تُحمى الكرامة إلا بتطبيق القانون على كل من يستهين بها.
فلنراقب أبناءنا، ولنتكاتف جميعًا — أسرًا، مؤسسات، ومسؤولين — لنضع حدًّا لهذا العبث.
إنها معركة وعيٍ وضميرٍ قبل أن تكون معركة قانونية.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum