المرأة... بمليون رجل
 
                        عندما أتحدث عن المرأة، فأنا لا أتحدث عن نصف المجتمع كما يقولون، بل عن المجتمع كله.
المرأة هي الأم، والأب أحيانًا، وهي المعلمة والطبيبة، وهي من تحفظ البيت في غياب الرجل، وهي من تتحمل أعباء الحياة بصمتٍ لا يسمعه أحد، وبقلبٍ لا يعرف إلا العطاء.
كم من امرأةٍ كانت الركيزة الحقيقية لأسرةٍ كاملة، تحملت التعب والوجع لتربي أبناءها وتمنحهم الأمل، بينما الرجل يكتفي بأن يقول: “أنا أعمل لأجل البيت”، وكأن المال وحده يبني أسرة أو يصنع جيلًا صالحًا!
الحياة ليست مالًا فقط، بل مشاركة ومسؤولية ومودة ورحمة بين الرجل والمرأة، بين الأب والأم، بين شريكين خلق الله أحدهما ليسند الآخر لا ليعلو عليه.
المرأة التي تعمل في صمت، وتجاهد في الحياة بلا ضجيج، وتبذل جهدها في تربية أولادها، تلك هي المرأة التي يجب أن نكرمها ونرفع لها القبعة.
تحية لكل امرأةٍ عاملةٍ، ولكل أمٍّ سهرت الليالي، ولكل زوجةٍ صابرةٍ تحملت فقرًا أو غيابًا أو وجعًا.
تحية للمطلقة التي لم تنكسر، ولأم اليتامى التي جعلت من قلبها وطنًا لأبنائها، ولزوجة المريض التي صبرت على البلاء دون أن تشتكي.
إن فضل المرأة لا يُقاس بالكلام، بل بالأجيال التي تخرج من بين يديها: أطباء، مهندسون، علماء، وشهداء… كل نجاحٍ في هذا الوطن يعود إلى امرأة عظيمة في بيتٍ حافظت عليه وكانت بمليون رجل.
فلنكرمها…
ولنحترمها…
ولنمدّ لها يد الدعم المعنوي والمادي، والدعاء الصادق بأن يحفظها الله، ويجعل منزلتها في الجنة مع العظماء.
 














					

