صوت الحق... منابرنا الحرة بقلم : احمد الشبيتى

في زمنٍ كثرت فيه الأصوات وتباينت فيه النوايا، تبقى الكلمة الصادقة شمعةً في طريق مظلم، ومطرقةً تهوي على رؤوس الفساد، وبلسمًا لجراح المظلومين. رسالتنا اليوم لا تحمل مجاملة ولا تزييفًا، بل دعوة صادقة إلى كل إعلامي، صحفي، كاتب، صاحب قلمٍ حرّ، أن يرتقي برسالته إلى ما فيه خير الناس والبلد.
نقولها بضميرٍ وطني حيّ: آن الأوان أن يلتف الشرفاء حول صوت الحق، أن نرفع الصوت لا من أجل شو إعلامي ولا تصدر التريند، بل من أجل وطنٍ يُنهك، وشعبٍ يتطلع إلى غدٍ أفضل.
إلى كل من وهبه الله قلماً، لا تجعله سيفاً على رقاب الضعفاء، بل درعًا يحميهم. لا تكتب لتُرضي مسؤولًا أو لتهرب من مسؤولية، بل اكتب لتكون نبض الناس، وصرختهم المكبوتة، وعيونهم التي تراقب، وآذانهم التي تصغي للحقيقة.
نعم للقلم الحر الذي يرصد، يتحرى، يصور، يوثق، يتحقق، ثم يكتب. لا تفرح بالصورة قبل أن تعرف ما وراءها، ولا تتعجل بالنشر قبل أن تتأكد من صدقه. إن حرية الصحافة ليست ترفًا، بل مسؤولية عظيمة، وأمانة تُسأل عنها يومًا.
إننا اليوم بحاجة إلى من يكتب من أجل الإصلاح، لا من أجل الشهرة أو الأموال أو المتاجرة بآلام الناس. فالوطن لا يُبنى بالإعلانات، بل بالأقلام التي تعرف قيمة الكلمة وتأثيرها.
كونوا أنتم المطرقة التي تُرعب الفاسدين، واليد التي تواسي المظلومين، والصوت الذي يصل إلى آذان صمّت عن الحق، والقلوب التي أُغلقت أمام أنين الناس. أنتم لستم مجرّد ناقلين للحدث، بل أنتم شركاء في صناعة وعي جديد، في تصحيح مسار، في إعادة بناء الثقة بين الناس والدولة.
اكتبوا لنا، لعقولنا، لأبنائنا، للتاريخ. اتركوا بصمة صدق، ولا تخافوا في الله لومة لائم. ففي النهاية، لا يبقى إلا ما كُتب بصدق، وقيل بضمير، وعُمل به بإخلاص.