18:10 | 23 يوليو 2019

الصادق مكذوب والكاذب مصدق... إلى أين نمضي؟

11:02am 24/06/25
أرشيفية
أحمد الشبيتى

هل باتت كلمة الحق تُقابل بالكذب؟ وهل أصبح قول الصواب يُجازى باللوم والاتهام؟ أيّ مجتمع هذا الذي إذا صدقت فيه قيل عنك منافق، وإذا نصحت فيه بالخير قيل لك "أنت الشرّ بعينه"؟!

أين نعيش؟ هل ما زلنا بين بشر أم أننا في زمن انقلبت فيه الفطرة واختلت فيه المعايير؟

 

لقد أصبح الصادق يُطعن في نواياه، والمصلح يُتهم بالإفساد، والساكت يُقال عنه حكيم، والمنافق يُقدّم ويُكرّم. أين نحن من هدي القرآن؟ من نور السنة؟ من ضمير الإنسان الذي كان يخشى الكلمة قبل أن يقولها، ويحسب لها ألف حساب إن خالفت ضميره أو دينه؟

 

قال رسول الله ﷺ: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".

وكأن هذا الحديث الشريف يصف واقعنا كلمةً كلمة، ومشهدًا مشهدًا.

 

نحن في زمن بات من يُنكر المنكر يُتهم، ومن يسكت يُعفى، ومن ينافق يُقرّب، ومن يصدح بالحق يُقصى. هل هكذا أراد لنا ديننا؟ كلا.

ديننا علّمنا أن "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، وأن "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

 

لكن ماذا نفعل إذا أصبح كل من ينصح يُطارد، وكل من يُصلح يُعاقب؟ هل ننعزل؟ هل نُخرس صوت الحق في صدورنا؟

أبدًا، إنما نصبر ونثبت ونحتسب، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

 

وليعلم كل من يسخر من الصادقين أن الله لا يغفل، وأن ما تزرعه اليوم ستجنيه غداً، وأن سُنة الله في الكون ماضية:

"وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً".

 

أخي القارئ... لا تيأس، لا تسكت عن الحق ولو كلفك الكثير. فإن سكت أهل الحق، تصدّر أهل الباطل.

وإذا صار المجتمع يُكذّب الصادق، فهذا لا يعيب الصادق، بل يكشف مرض القلوب من حوله.

اثبت... فالله معك.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn