مأساة أبوتلات: البحر يبتلع أرواحاً والشواطئ تواصل إهمالها

في حادثة مؤلمة هزّت شواطئ أبوتلات، لقي عدد من الشباب في ربيع العمر حتفهم غرقاً في البحر، بينما كانوا يستمتعون بوقتهم على الشاطئ. حدث ذلك وسط صرخات واستغاثات حاولت أن تصل إلى أحد، لكنها لم تجد من يجيب. البحر الذي كان يبدو هادئاً، تحوّل إلى وحش مفترس ابتلع أحلامهم في لحظات، في وقت كانت الشواطئ تفتقر إلى الرقابة اللازمة.
على الرغم من التحذيرات المستمرة التي تطلقها الجهات المعنية كل صيف، إلا أن مشهد الغرق مازال يتكرر كل عام. البحر لا يُعترف بوجوده إلا بعد وقوع الكارثة، لكن العواقب هذه المرة كانت أكثر مأساوية، حيث تتواصل الحوادث المأساوية في غياب تحرك فعلي لمنعها.
الأسئلة التي تطرح نفسها هي: أين كانت الإجراءات؟ أين كان رجال الأمن، أو المراقبون على الشاطئ؟ وكيف نزل الشباب إلى البحر دون رقابة؟ هل كانت هناك أي متابعة للرحلة أو المعسكر الذي تم تنظيمه؟
لم يكن رجال الإنقاذ غائبين، لكنهم وصلوا بعد فوات الأوان. وعلى الرغم من الجهود التي بذلوها، فإن الغرق كان قد سبقهم، ليظل السؤال الأكبر: أين كان الإعداد الأمني الذي كان يجب أن يكون جاهزاً؟
هذه الحادثة تبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر في إدارة الشواطئ، خاصة الشواطئ المفتوحة مثل أبوتلات. إذا كنا نريد منع تكرار مثل هذه المآسي، علينا أن نتعامل مع البحر كقوة غير قابلة للتنبؤ، وأن نتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح. ينبغي أن تكون هناك مصدات للأمواج، وزيادة في عدد رجال الإنقاذ، إلى جانب المراقبة المستمرة للشواطئ.
اليوم، نناشد المسؤولين لإغلاق الشواطئ المفتوحة لحين تجهيزها بالكامل لضمان سلامة المصطافين. ليس من المقبول أن تستمر هذه الحوادث في تكرار نفسها كل عام دون أن يتغير شيء. يجب أن تكون هناك محاسبة لكل من تسبّب في هذه الحوادث نتيجة الإهمال أو التقصير.
لا يجب أن يبقى البحر مكانًا للاستجمام بلا رقابة، يجب أن نؤمن شواطئنا بالشكل الذي يجعلها آمنة للجميع. على المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم ويكفوا عن الوعود غير المفعّلة. إذا استمر الوضع على حاله، فلن يكون لدينا سوى المزيد من القلوب المكسورة والعائلات الثكلى.