الهجمات الإسرائيلية على قطر: انتهاك سافر للقوانين الدولية وتهديد للأمن الإقليمي

في أعقاب الهجمات الجوية الإسرائيلية على قطر التي استهدفت مسؤولين بارزين في حركة حماس بالعاصمة الدوحة، يسعى المجتمع الدولي إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هذه الهجمات، التي وصفتها تل أبيب بأنها "عملية مستقلة"، تبرز مجددًا انتهاك إسرائيل لسيادة الدول، وتضع المسؤولية عن ذلك على عاتق الحكومة الإسرائيلية.
قطر، التي تُعد لاعبًا رئيسيًا في جهود الوساطة لوقف الحرب في غزة، أبدت رد فعل قويًا تجاه هذه الهجمات. رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد أن الضربة الإسرائيلية على أراضيها لم تُثنِها عن الاستمرار في جهودها الدبلوماسية لحل أزمة غزة. وأشار في تصريحاته إلى أن الوساطة جزء من هوية قطر الدبلوماسية، وأنها لن تتوقف عن هذا الدور الهام في المنطقة.
الهجمات، التي استهدفت مقرات سكنية لأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، تعتبر انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، فضلًا عن كونها تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار قطر. وقد أرسلت الدوحة رسالة شديدة اللهجة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، داعية إلى إدانة هذا الهجوم الجبان، مؤكدة أنه يشكل خرقًا فاضحًا للمعاهدات الدولية وتهديدًا للأمن القطري.
في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تصريحات له عبر منصات التواصل الاجتماعي، إن "أعداء إسرائيل" لن يستطيعوا "الاختباء" في أي مكان. وأكد أن سياسة الأمن الإسرائيلي تتسم باليد الطولى ضد أعدائه في أي مكان، مشيرًا إلى أن حركة حماس عليها قبول شروط إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، وأهمها "تحرير جميع الرهائن وتسليم أسلحتها".
من جانبه، أشار السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلى أن إسرائيل لا تتصرف دائمًا بما يتوافق مع مصالح حليفتها الولايات المتحدة. وقال في تصريحات إذاعية: "نحن لا نتبع دائمًا مصالح الولايات المتحدة، نحن ننسق معهم وهم يدعموننا، لكن في بعض الأحيان نتخذ قرارات دون أن ننسق معها أولًا."
وعلى الرغم من الدعم التقليدي الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن عدم سعادته بالهجمات الإسرائيلية على قطر، مؤكدًا دعم بلاده لقطر في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس.
وفيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية كانت "إسرائيلية مستقلة بالكامل"، شدد على أن إسرائيل هي من بادرَت بها، وتنفيذها، وتحمل المسؤولية كاملة عن نتائجها.
من جانبها، أكدت حركة حماس مقتل ستة أشخاص في الهجمات الإسرائيلية، بينهم نجل القيادي في الحركة خليل الحية، ومدير مكتبه، وثلاثة من مرافقيه، بالإضافة إلى رجل أمن قطري. في حين أكدت قطر مقتل عنصر الأمن القطري في الهجوم.
أدانت قطر هذه الهجمات بأشد العبارات، وطلبت من مجلس الأمن اتخاذ موقف حازم تجاه هذا العدوان الإسرائيلي المستمر. هذه الهجمات تبرز مرة أخرى استهتار إسرائيل بالقوانين الدولية والحقوق الإنسانية، في وقت تتزايد فيه الدعوات العالمية لوقف التصعيد والبحث عن حلول سلمية للأزمة في غزة.