القمة العربية الاسلامية الطارئة في الدوحة بين تحديات اللحظة التاريخية وانتظار الموقف الجماعي

تتجه الانظار الى العاصمة القطرية الدوحة حيث تنعقد غدا الاثنين القمة العربية الاسلامية الطارئة وسط اجواء اقليمية ودولية مشحونة فرضها العدوان الاسرائيلي على قطر وما تبعه من تهديدات مباشرة لاستقرار المنطقة برمتها القمة تأتي في توقيت بالغ الحساسية لتضع امام القادة العرب والمسلمين مسؤولية تاريخية عنوانها حماية الامن القومي العربي والاسلامي والدفاع عن سيادة الدول واستقرارها
الاجتماعات التحضيرية لوزراء الخارجية التي انطلقت اليوم بمشاركة واسعة من دول عربية واسلامية عكست جدية في التحضير لمواقف مشتركة وصياغة قرارات عملية فحضور وزراء من ايران والعراق وبنغلاديش وكازاخستان وبرونوي يشير الى ان القمة ستشهد مشاركة متنوعة تمثل امتداد العالمين العربي والاسلامي بما يعزز من قوة الموقف المنتظر
القمة الطارئة ليست مجرد اجتماع عابر بل اختبار حقيقي لارادة التضامن العربي والاسلامي في مواجهة التحديات فشعوب المنطقة تترقب موقفا يتجاوز بيانات الادانة الى قرارات عملية واضحة تشمل آليات ردع العدوان الاسرائيلي وفتح مسارات دعم سياسي واقتصادي وامني يثبت ان الامة قادرة على حماية نفسها في مواجهة المشاريع العدوانية
ومن المؤكد ان مصر والسعودية وتركيا وايران الى جانب قطر سيكون لها ادوار محورية في صياغة مخرجات القمة اذ ان التقاء هذه القوى الاقليمية الكبرى على موقف واحد كفيل بإحداث تحول جذري في معادلات القوة بالمنطقة
التاريخ سيسجل ان هذه القمة الطارئة اما ان تتحول الى نقطة تحول تعيد الاعتبار للعمل العربي والاسلامي المشترك واما ان تضيع فرصة اخرى من فرص الانتصار لارادة الشعوب وحقوقها المشروعة لذلك يبقى الشارع العربي والاسلامي في حالة ترقب وانتظار لقرارات تتناسب مع حجم التحديات وتفتح افقا جديدا لمستقبل اكثر امنا وعدلا.