فى رحاب اليقين بالله على نهج الشيخ أبى الحسن الشاذلى

قال سيدنا أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه:
يئست من نفع نفسى لنفسى فكيف لا أيأس من نفع غيري لنفسى ورجوت الله لنفسى فكيف لا أرجوه لغيرى.
فى هذه الكلمات القليلة جمع الشيخ الشاذلى خلاصة طريق السالكين إلى الله حيث تتجلّى فيها معانى التوكل والافتقار إلى المولى عزّ وجل. فالعاقل يعلم أن لا حول له ولا قوة إلا بالله وأن الخير كله بيد الله وحده، لا بيد نفسه ولا بيد غيره.
لقد أراد الشيخ أن يعلّمنا أن الإنسان لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا فكيف يتوهم أن غيره يملك له ذلك؟
ومن هنا يأتى مقام اليأس من الخلق لا يأسًا من الرحمة بل يأسًا من الاعتماد على الأسباب والرجاء فى رب الأسباب.
ثم يرقى الشيخ بالروح إلى مقام المحبة والرحمة فإذا رجوت الله لنفسك فواجب أن ترجوه لغيرك لأن الرحمة الإلهية لا تُحتكر بل تُفيض على الجميع.
وهكذا يعلّمنا الشاذلى أن طريق الولاية يبدأ من إدراك العجز الإنسانى وينتهى برجاءٍ صادق فى الله يشمل النفس والناس جميعًا.