من يربّي من؟… حين تحتاج الأسرة قبل الطفل إلى تعديل سلوك

قبل أن نحكم على الطفل بأنه يحتاج إلى تعديل سلوك، علينا أن نسأل أنفسنا: من أين تعلّم هذا السلوك أصلاً؟
الطفل لا يولد سيئاً، ولا يعرف الفوضى من تلقاء نفسه، بل يكتسب ما يراه ويسمعه داخل بيئته الأولى… الأسرة.
حين يغيب الانضباط عن البيت، وتُترك المواعيد والعادات اليومية دون نظام، كيف نطلب من الطفل أن يكون منضبطاً؟
وحين يرى الابن والديه يتحدثان بعصبية أو يتعاملان بلا احترام، فكيف سيتعلم الهدوء والاحترام؟
التربية ليست أوامر، بل قدوة تُرى.
فالأب والأم هما أول معلمَين في حياة الطفل، وما يغرساه في سلوكه سيبقى أثراً طويلاً.
الطفل لا يحتاج إلى "تعديل سلوك" بقدر ما يحتاج إلى أسرة واعية تفهم معنى التربية، وتعرف أن كل تصرف يصدر عنها ينعكس عليه.
إنّ البداية الحقيقية لتعديل السلوك لا تكون في مراكز التدريب، بل في إصلاح المفاهيم داخل البيت…
حين يدرك الأهل أن التربية مسؤولية وليست مهمة عابرة، حينها فقط سنرى جيلاً سوياً، محترماً، وقادراً على التمييز بين الخطأ والصواب.