حافظة للقرآن .. وفاة اشهر متطوعة في العمل الخيري بسوهاج

سادت حالة من الحزت الشديد على أهالي مركز طما بمحافظة سوهاج، عقب الإعلان عن وفاة الشابة نوران محمود، إحدى أبرز الوجوه المضيئة في سماء العمل الخيري بمركز طما، والتي رحلت عن عالمنا بعد صراع مرير مع مرض مناعي استمر لأكثر من أربع سنوات، تاركة خلفها سيرة طيبة ومسيرة حافلة بالعطاء والإيمان.
نوران محمود، في بداية العقد الثالث من عمرها، تقطن بمدينة طما ومسقط رأسها قرية "أم دومة" التابعة للمركز، والراحلة كانت قد أنهت دراستها بمعهد الخط العربي، وكرّست حياتها منذ سنوات للعمل التطوعي، إذ عُرفت بين أهالي المنطقة باسم "نوران الخير"، لما كانت تقدمه من جهد خالص لوجه الله تعالى، فجمعت بين حفظ القرآن الكريم والتفاني في خدمة الناس، وكانت نموذجًا نادرًا في زمن قل فيه الإخلاص.
لم يكن حفظ نوران لكتاب الله مجرد لقب، بل كان منهاج حياة، من يقترب منها يدرك حجم الطمأنينة التي كانت تبثها في من حولها، والإيمان العميق الذي كانت تنطلق منه في كل ما تفعل، وحين اشتد عليها المرض، لم تهن عزيمتها، بل كانت تزداد عزيمتها في عمل الخير ومساعدة الاخرين.
اختيرت نوران محمود كأفضل متطوعة في مركز طما العام الماضي، من قِبل واحدة من كبرى الجمعيات الخيرية في المركز، تقديرًا لدورها الكبير في دعم الأسر المحتاجة، وتنظيم حملات المساعدات الإنسانية، والمشاركة في المبادرات الصحية والتعليمية، وتحفيظ القران الكريم، وغيره.
كما نالت الراحلة عدة أوسمة وشهادات تكريم من مؤسسات وجمعيات داخل مركز طما، وسوهاج، وكانت قدوة في التعامل، ونموذجًا يحتذى به في العمل التطوعي النقي بعيدًا عن الأضواء أو المصالح.
واتشحت اليوم صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك بالسواد، ونشرت المئات من المنشورات التي تنعى "نوران"، وتترحم عليها بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن رحيلها ليس خسارة لعائلتها فقط، بل لكل بيت في طما عرف معنى الخير عن طريقها رحمة الله عليها.
وجدير بالذكر أن وفاة والدها منذ خمس سنوات لم تُضعف من عزيمتها، بل زادتها إصرارًا على مواصلة رسالتها الخيرية، وها هي تلحق به إلى دار البقاء، تاركة ذكرى طيبة وعين دامعة بين كل من تعامل معها وسمع عنها.