18:10 | 23 يوليو 2019

رائد الهندسة الانشائية وأسطورة البنية التحتية في مصر ... ميشيل باخوم

2:08pm 15/07/25
صورة أرشيفية
احمد سالم

غادر عالمنا الأستاذ المهندس ميشيل باخوم، أحد أعلام الهندسة الإنشائية في مصر ومؤسس "مؤسسة المهندسين الاستشاريون العرب – محرم باخوم"، وواحدًا من المهندسين القلائل الذين كانوا وراء تشكيل ملامح البنية التحتية الحديثة في مصر. إرثه الهندسي لا يزال شاهدًا حيًا على عبقريته وعطائه اللامحدود للوطن، مسطرًا قيمًا هندسية راسخة وأخلاقًا رفيعة.

ولد ميشيل إبراهيم باخوم في قرية مسعود بمدينة طنطا بتاريخ 23 يوليو 1913. نشأ بين أحضان كنيسة مار جرجس بمصر القديمة، حيث عمل والده خادمًا بها. تلقى تعليمه الابتدائي في "حارة السقايين"، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الكبرى، حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا في الدراسة، ليحصل على المركز الأول في امتحان البكالوريا عام 1931. بعدها، التحق بكلية الهندسة، وتخرج منها كأول دفعته في تخصص الهندسة المدنية عام 1936. بمجرد تخرجه، بدأ عمله بوظيفة مهندس في وزارة الأشغال العامة يوم 19 أغسطس 1936، وفي عام 1943 حصل على درجة الماجستير في نفس التخصص.

عام 1945، نال الدكتوراه الأولى من جامعة القاهرة، ثم لاحقًا الدكتوراه الثانية عام 1948 من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية. عقب ذلك، انطلق في رحلة عطائه التي تركت بصمات أبدية في المشاريع الوطنية الكبرى، مسهمًا في بناء هوية هندسية فريدة للوطن. لم تكن أعماله مجرد هياكل خرسانية بل تجسدت كأنها شرايين نابضة تسري في جسد مصر. ومن أبرز مشاريعه الهندسية: كوبري 6 أكتوبر، استاد القاهرة الدولي، مطار القاهرة الدولي، وزارة الخارجية، فندق شيراتون، الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، بالإضافة إلى تصميم مطار الكويت الدولي، مصانع الأسمنت في الوجه البحري والقبلي، صوامع الغلال، وأنفاق أحمد حمدي الأول والثاني.

وفي زمن العدوان الثلاثي عام 1956، لم يحمل ميشيل باخوم سلاحًا؛ بل تسلح بعلمه الهندسي، فابتكر سفنًا خرسانية دفاعية قادرة على الغوص إلى قاع قناة السويس، مانعةً مرور السفن المعادية. كما عمل مستشارًا للقوات الجوية المصرية وأسهم في تطوير بنية المطارات والبنية التحتية للحظائر. كان هو المهندس خلف إنشاء حائط الصواريخ المصري الذي غير المعادلة العسكرية خلال حرب الاستنزاف وكان مقدمةً للنصر العظيم في أكتوبر 1973.

خلال مسيرته الحافلة، حصل على العديد من الأوسمة الرفيعة مثل وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1960، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1963، ووسام التجارة والصناعة عام 1964. إلا أن المرض أصابه في بداية عام 1981 حيث عانى من مشاكل بالكبد وقضى فترة أخيرة بالمستشفى قبل أن يتوفى فجر يوم الثلاثاء الموافق 21 أبريل 1981.

على الرغم من مرور أكثر من أربعة عقود على رحيله، فإن إرثه لا يزال حاضرًا. فقد أعلنت الجمعية الأمريكية للخرسانة (ACI) عام 2024 عن تأسيس جائزة مرموقة تحمل اسمه، ليصبح أول مهندس خارج أمريكا يتم تكريمه بهذا الشكل. كذلك قامت الدولة المصرية بتخليد ذكراه عبر إطلاق اسمه على أحد شوارع حي الدقي ليُعرف باسم "شارع ميشيل باخوم".
 



تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum