تفاصيل فاجعة "العقال البحري"العثور علي طفلة من الثلاث فتيات الذين غرقوا أمس بمياة نهر النيل بأسيوط

في صباحٍ بدا كأي صباحٍ ريفي هادئ بقرية "العقال البحري" التابعة لمركز الغنايم بأسيوط، توجه الأب المزارع إلى أرضه الزراعية، وبرفقته كنوزه الثلاثة: بناته الصغيرات اللاتي كنّ يمددن يد العون البريئة في رزق الأسرة. عملن بجدٍ ونشاط، أنهين مهامهن، ومع دغدغة الشمس لجباههن، اتجهن نحو شاطئ النيل القريب، لا لشيء سوى لغسل أياديهن الصغيرة من عناء العمل.
لكن ما كان يبدو لحظة عادية من يومٍ شاق، تحول في لمح البصر إلى كابوسٍ مروع. فبينما كانت أياديهن تغطس في مياه النيل الهادئة، ابتلعتهن أمواجٌ غادرة، لتتحول لحظة الطهارة من تراب الأرض إلى فاجعةٍ كبرى هزت أركان القرية. صرخاتٌ انطلقت، وقلوبٌ ارتجفت، وبدأ الأهالي رحلة البحث المحمومة عن فلذات أكبادهن الثلاث.
لم تمضِ ساعات طويلة حتى عثرت فرق الإنقاذ، بمساعدة الأهالي المتطوعين، على جثة إحدى الفتيات، لتُعيد بعضًا من حطام القلوب المحطمة، بينما لا تزال الشقيقتان الأخيرتان في عداد المفقودين. تتواصل عمليات البحث المكثفة على أمل العثور على جثتي الطفلتين المتبقيتين، في محاولةٍ يائسةٍ لإنهاء هذا الكابوس الذي ألقى بظلاله الحزينة على القرية بأكملها. ومع كل لحظة تمر، تتعلق القلوب بخيطٍ رفيعٍ من الأمل، بينما يعيش الأهالي لحظاتٍ عصيبةٍ من الانتظار المرير، داعين الله أن يُعيد إليهم أطفالهن، حتى وإن كانت أجسادًا هامدة، لتُدفن بسلامٍ وتُروى حكايتهن بكل ما تحمله من ألم.