ثوره 23 يوليو .... الحادث المهم في انشاء الجمهورية الجديدة
ثورة 23 يوليو عام 1952، التي عُرفت في البداية باسم "الحركة المباركة"، تشكّل محطة تاريخية بارزة في التحول السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مصر. كانت الثورة بمثابة تحرك عسكري قام به تنظيم الضباط الأحرار بقيادة مجموعة من ضباط الجيش المصري، أبرزهم اللواء محمد نجيب وجمال عبد الناصر، بالإضافة إلى شخصيات مثل زكريا محيي الدين وصلاح نصر وعبد الحكيم عامر ومحمد أنور السادات، وغيرهم. هدف هذا التحرك العسكري إلى الإطاحة بالنظام الملكي، ونُفي نتيجة هذا التحرك الملك فاروق إلى إيطاليا. كما أُلغيت الملكية نهائياً وتم إعلان مصر جمهورية بدلًا من حكمها كملكية.
الثورة جاءت في سياق أصعب التحوّلات التي شهدتها مصر، حيث تم عام 1953 حل الأحزاب السياسية القائمة وإلغاء دستور 1923. كما ساهمت هذه المرحلة التاريخية في تعزيز روح التغيير ورفع شعار القومية العربية ومناهضة الاستعمار، مما حفّز موجة ثورية في العالم العربي، وساعد على إنهاء الاستعمار وتوطيد تضامن الدول العربية مع قيادة مصر، خاصة عقب الحرب الباردة.
وبالرغم من تركيز الثورة مباشرة على التخلص من الملك فاروق وحكمه المنهار، إلا أنها حملت طموحات شاملة للتحول الديمقراطي والاجتماعي. عمل تنظيم الضباط الأحرار خلال الأعوام الأولى على التخلص من التبعية الاستعمارية البريطانية، وإلغاء النظام الملكي في مصر والسودان. وقد أدى ذلك إلى إعلان استقلال السودان الكامل، الذي حُكم سابقاً كملكية مشتركة بين مصر والمملكة المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، تبنت الحكومة المصرية بعد الثورة سياسات قومية مناهضة للإمبريالية والعالمية، مما عبّر عنه بوضوح في إرساء نهج عدم الانحياز السياسي والدولي.



















