الفنان إبراهيم عبد العزيز المحارب يبدع في تصميم أعمدة نجدية تعكس الهوية السعودية برؤية عصرية

أبدع الفنان إبراهيم عبد العزيز المحارب في طرح تصميم جديد للأعمدة النجدية ذات الطابع السعودي الأصيل، في خطوة تنسجم مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز الهوية المحلية وإبراز التراث النجدي في مختلف جوانب الحياة العمرانية والحضارية.
الأعمدة التي صمّمها المحارب ليست مجرد عناصر إنشائية أو جمالية، بل هي أيقونات بصرية تنقل رسالة ثقافية عن عمق التراث السعودي. فقد قسّم العمود الواحد إلى عدة أجزاء عمودية، يحمل كل جزء منها زخرفة أو نقشة مستقلة، لكنها تتناغم في وحدة بصرية متكاملة.
تفاصيل التصميم
القاعدة: صلبة ذات شكل مخروطي يمنح الثبات، وغالبًا ما تزين بأحجار أو قوالب تحاكي الأرضية الطينية النجدية.
الجسم: مزدان بنقوش وزخارف تراثية تجمع بين التكوين الهندسي والخط العربي.
القمة: تأخذ شكل التاج أو رمزية النخيل والسعف في محاكاة للزخارف النجدية الأصيلة.
كما استلهم الفنان الزخارف المنحوتة من الأبواب النجديّة القديمة، وأسوار الطين، ونقوش الجص الدقيقة مثل "المثلثات المتداخلة" و"نجمة نجد"، بجانب إدخال عناصر من الطبيعة مثل ورقة النخيل والأثل.
الألوان والتقنيات
اعتمد المحارب على ألوان مستمدة من البيئة النجدية مثل الحجر الرملي، النحاس المصقول، والذهبي. كما وظّف أحدث برامج التصميم ثلاثي الأبعاد لإبراز التفاصيل الدقيقة ومحاكاة الخامات التراثية كالجبس والطين والنحاس، ليمنح الأعمدة ملمسًا واقعيًا يجمع بين الحداثة والأصالة.
الرسالة الفنية
من خلال هذا العمل، يؤكد الفنان إبراهيم المحارب أن التراث ليس عنصرًا جامدًا، بل يمكن إعادة صياغته برؤية معاصرة قادرة على أن تقف بندية أمام الطرز المعمارية العالمية. ويبرهن على أن التصميم المحلي، إذا أُنجز بإتقان ووعي، يمكن أن يصنع هوية عمرانية عالمية تعكس عمق الثقافة السعودية.