18:10 | 23 يوليو 2019

مؤتمر حل الدولتين فرصة تاريخية لإنهاء الصراع

8:36am 23/09/25
عصران الراوى

 

 

انعقاد مؤتمر حل الدولتين في نيويورك يمثل لحظة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية وفرصة تاريخية لا بد من اغتنامها لإنهاء عقود طويلة من الصراع والمعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال لقد أصبح واضحاً أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وتجسيدها على أرض الواقع ليس حلماً بعيد المنال بل هو حق أصيل كفله القانون الدولي وكرسته تضحيات أجيال متعاقبة من الشعب الفلسطيني وساندته شعوب العالم الحرة والمؤمنة بالسلام

 

لكن الحديث عن أي تسوية عادلة أو عن أي تحرك جاد لإنهاء هذا النزاع يظل ناقصاً إذا لم نشِد بالدور المحوري الذي تلعبه مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فمنذ عقود ومصر هي حجر الزاوية في القضية الفلسطينية وهي الدولة التي لم تتخل يوماً عن دورها التاريخي ومسؤوليتها القومية تجاه الشعب الفلسطيني مصر لم تكتف بالمواقف السياسية أو الخطابات الدبلوماسية بل ترجمت دعمها إلى أفعال على الأرض بدءاً من احتضان جولات الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة مروراً بجهودها المتكررة في وقف إطلاق النار في غزة وصولاً إلى إعادة إعمار القطاع وتخفيف معاناة سكانه

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد التأكيد في أكثر من مناسبة أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة وأن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو استحقاق تاريخي لا يمكن الالتفاف عليه هذه المواقف الثابتة لمصر لم تكن مجرد بيانات دبلوماسية بل تحركات عملية متواصلة شهد لها العالم حيث تدخلت القاهرة في أشد اللحظات حرجاً لوقف نزيف الدم الفلسطيني ونجحت في إقناع القوى الدولية بضرورة إعطاء الأولوية للسلام العادل والشامل

 

إن مصر وهي تخوض معاركها التنموية وتواجه تحديات إقليمية معقدة لم تتخل لحظة عن دورها المركزي في نصرة القضية الفلسطينية وظلت متمسكة برؤيتها الواضحة القائمة على أن أمن واستقرار المنطقة لن يتحقق إلا من خلال حل عادل يعيد الحقوق إلى أصحابها إن ما يقوم به الرئيس السيسي من تحركات دبلوماسية واتصالات على المستويين الإقليمي والدولي يثبت أن القاهرة تدرك تماماً أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب وحده بل قضية عربية وإسلامية وإنسانية تخص ضمير العالم كله

 

التجارب أثبتت أن تجاهل الحقوق المشروعة للشعوب لا يصنع استقراراً ولا يحقق أمناً بل يترك جروحاً مفتوحة تولد أزمات متجددة ومن هنا فإن المجتمع الدولي اليوم أمام اختبار حقيقي إما أن يغتنم هذه الفرصة ويدعم قيام الدولة الفلسطينية وإما أن يترك المنطقة رهينة لصراعات لا تنتهي

 

إن مؤتمر نيويورك يمكن أن يكون بداية صفحة جديدة إذا ما توافرت الإرادة الدولية وإذا ما أدرك العالم أن العدالة ليست هبة بل استحقاق وأن السلام لا يتحقق بالشعارات بل بالاعتراف الصريح بالحقوق المشروعة للشعوب ولعل أهم ما يمنح هذا المؤتمر زخماً هو أن هناك دولة كبرى بحجم ومكانة مصر ما زالت تتمسك بالبوصلة الصحيحة وتذكر الجميع بأن لا سلام بلا فلسطين ولا استقرار بلا عدالة وأن حل الدولتين ليس خياراً تفاوضياً بل قدر تاريخي لا بد أن يتحقق.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum