18:10 | 23 يوليو 2019

عبد الرحمن الابنودي بين اليأس والنجاح

12:28pm 23/09/25
عبد الرحمن الابنودي
أحمد سالم

عبد الرحمن الابنودي هو شاعر العاميه المصري امتلك شهره واسعه ولد عام 1938 في قريه ابنود بمحافظه قنا في صعيد مصر اشتهر بجمع وندوات السيره الهلاليه وبتجربته الشعريه التي تناولت قضايا الوطن والانسان وتوفيه في 21 ابريل 2015 بالقاهره بعد صراع مع المرض ويعد من اشهر شعراء العاميه الذين ناضلوا لاخراج القصيده الدراجيه من قبرها الزجاجي ليقدمها الى اللقب الحر ويوصف بانه استطاع تطور شعر اللهجه العاميه المصريه 
    

الفصل الاول 

عبد الرحمن الابنودي احد ابرز الشعراء العاميه ولد عام 19 38 في قريه ابنود في محافظه قنا في صعيد مصر من اسره فقيره اجبرته على رعايه الغنم في طفولته والد الشيخ محمود الابنودي وكان يعمل ماذون شرعي انتقل عبد الرحمن مع العائله الى مدينه قنا حيث عاش  في شارع بني علي وتلقى تعليمه الابتدائي والاعداد والثانوي في مدارس المدينه نفسها اثناء فتره شبابه تاثر كثيرا بالسيره الهلاليه واغنيتها 
التي تركت بصمه كبيره على اعمال الشعريه لاحقا بعد انها دراستة الثانويه انتقل الى القاهره والتحق بكليه الاداب بجامعه القاهره قسم لغه عربيه حيث بدا بعد ذلك مسيره الادبيه والشعريه 

التجربه الشعريه لعبد الرحمن الابنودي 

بدا علاقه الابنودي بالادب مع سيره بني هلال التي تجلى الشغف بها وبعد تخليه عن الوظيفه الحكوميه في احد المحاكم قائلا( انها لم تكن تتفق مع شخصيتي ) وغادر الابنودي قنا متجه نحو الشمال حتى القاهره 

وهناك التحق بصديقه وابن مدينته الشاعر امل حوالي سنه 1956 قاموا بالسكن مده داخل عوامه كتب فيها اوائل اغاني الناجحه مثل تحت الشجره وهيبه( غناها محمد رشدي ) وبالسلامه يا حبيبي بالسلامه( غنتها نجاح سلام )

ويصف الابنودي هذا المرحله من حياته بانها كانت بدايه انطلاق قوي نحو الشعر وتاليف الاغاني 

ولم يفلح الشاعر الجنوبي الشاب وفق ماروى عنه في الوصول الى كبار المطربين والملحنين الذين لم يبدو اكشراشا بهذا الشاب النحيل الذي يتحدث بلهجه صعيديه صعب سماعها على اذنهم 

وبدا هؤلاء ما لبثوا ان راحوا يفتشون عنه في المقاهي والملتقيات الادبيه وعند الاصدقاء بعد ان نشر له صلاح جاهين اولى القصائد في مجله صباح الخير وغنى له المطرب الشعبي الشاب محمد رشدي اغنيه تحت الشجره وهيبه التي اصطحب بها رواجا كبيرا  

وبعد ذلك قام بتاليف اغاني لاكبر مطربين في الشرق الاوسط منها عدى النهار ،وابنك بيقول لك يا بطل، وانا كل ما اقول التوبه، واحضان الحبايب،
وانذار بالدم، وبركان غضب، ورايا العرب، اضرب اضرب،ويا بلد لا تنامي، وصباح الخير يا سينا ( غناها عبد الحليم حافظ ) وعدويه وعرباوي( غناها محمد رشدي )
ومال علي مال ،ويمايا هو ايايما،وقاعد معايا، ( غنتها الفنانه فايزه احمد ) عيون القلب،وقصص الحب الجميل ( غنتها الفنانه نجاه الصغيره )
اه يا اسمراني اللون ،وقال الوداع، واغنيه فيلم شيء من الخوف ( غنتها الفنانه شاديه )
ساعات ساعات، ( غنتها الفنانه صباح ) طبا احباب ، قبل النهارده، ( غنتها الفنانه ورده الجزائريه ) شباكين على النيل عينيك ( غناها الفنان محمد قنديل) بهواك يا مصر، جابي من بيروت ( غنيتها المطربه ماجده الرومي ) شوكولاته، وكل الحاجات بتفكرني ،ويا حمام، ويا رمان ، ( غناها المطرب محمد منير ) شيء من الغضب( غنيتها نجاح سلام )

الفصل الثاني 
طفوله عبد الرحمن الابنودي 

فاستطاع الابنودي ان يؤمن قوت اليوم بالعمل في طاحونه رجل القبطي واحيانا كان يرعي الاغنام ويهرب الى الكتاب لحفظ القران ودراسه الاحاديث وهو ماكان يثر غضب والده فيجري فجاه من قدامه في شوارع القريه ليعيد الى الطاحونه 

فكان عبد الرحمن في رعايه اب وام متناقضين الاول صارم يتجنب الضحك امام الاولاد ويرفض لعب كره القدم بالشارع حتى اظنوا انه يرفض وجودهم في حياته حتى اذا اجتاز احدهم العام الدراسي يقول كنت تريد السقوط ورغم ذلك الجفاف كان يتقهقه مع رفاقه ويتلقى النكات 

وكانت وظيفه الاب ماذون شرعي وخطيبا في مسجد سجن محافظه قنا العمومي وامنا  بان السجناء هم الاجدى بالهدى والنصيح، وكما كتب شعر وصدرت له دواوين منها منحه المنان في مدح سيد الاكوان،والفن في الشعر، وكان يؤلف على غرار الشعر القديم 

اما الام فاطمه قنديل فعاشت على الخيال والحكايات والاغاني الفويكوري والفكاهيه 
هو ما ورثه عنها الابن عبد الرحمن الابنودي الذي روى له اول حدوته سمعها منها هي قصه بيضه الحبل
اعترف في حوار مع صحيفه الوفد عام 1991 ودين بالفضل لامه وجدته ورث عنهم الاحساس المفرط وحفظ الاغاني والطقوس الدينيه والفرعونيه والاسلاميه والدواوين الشعريه

التقي امل دنقل وعبد الرحمن الابنودي في مدرسه قنا الثانويه بصعيد مصر واصبحوا اصدقاء لا يفترقان وقال الابنودي كنا نشترك في المسرحيات المدرسيه معا وفي عام 19 56 اتدربوا على حمل سلاح بعدما اعلنت المدرسه انها ستدربنا بالتعاون مع الجيش بالمشاركه ضد العدوان الثلاثي في بورسعيد لكن بعد التدريب بلغونا بالعمل في   الد فاع المدني 

حزن امل وعبد الرحمن وكتب كلا منهم قصيده بالفصحى يعبران فيها عن الانفعال وفي احد حفلات عيد الام لقى امل قصيده بالعاميه الفصحى وحتى لقي عبد الرحمن قصيده منزليه

الفصل الثالث 

 ومن  الدواوين الشعريه لعبد الرحمن الابنودي 

الارض والعيال عام 1964 الى عام 19 85 
الزحمه من عام 19 67 الى عام 1985 
عماليات 19 68 
جوابات حراجى القط 19 69 1977 
الفصول 1970 الى عام 19 85 
احمد سماعين 1972 الى عام 1985 
انا والناس 1973 
بعد التحيه والسلام عام 1975 
وجوه على الشط قصيده طويله 1975 الى عام 1978 
صمت الجرس 1975 عام 1985 
المشروع وممنوع 1979 الى عام 1985 
المد والجزر قصيده طويله 1981 
الاحزان العاديه ديوان مكتوب عام 1981 
السيره الهلاليه دراسه مترجمه 1978 
الموت عام 1988 الى عام 1995 قصيره طويله 
سيره بني هلال الجزء الاول عام 1988 
سيره بني هلال الجزء الثاني 1988 
سيره بني هلال الجزء الثالث 1988 
سيره بني هلال الجزء الرابع 1991 
سيره بني هلال الجزء الخامس 1991 
الاستعمار العربي 1991 الى عام 1992 قصيده طويله 
المختارات الجزء الاول 1994 الى عام 19 95 
كتب قصيده الميدان التي سجلت عام 2011

ومن اعمال التلفزيونيه 

كتب وشارك الدكتور يحيى عزمي في كتابه سيناريو فيلم( الطوق والاسوار)وفي عام 2011 كتب سيناريو مسلسل ( وادي الملوك ) وكتب ايضا اغنيه فيلم( الشيء من الخوف )
ومسلسل (النديم) ،مسلسل ( ذئاب الجبل ) وقام بجمع السيره الهلاليه من الاشعار الشعبيه في مجهود ضخم استمر على مدار اكثر من 20 عاما من الشعر في جميع المحافظات مصر واصدرها في خمس اجزاء في فتره التسعينات

الفصل الرابع

علاقه عبد الرحمن الابنودي بالعندليب 

كانت اغنيه (اقول التوبه)هي مفتاح علاقه الابنودي بالعندليب وقد كان الابنودي في يوم من الايام مسجل في احد الاستوديوهات مع بليغ حمدي فجاء رجلين يرتدون النظارات السوداء والبزلات السوداء اقتحمون الاستوديو ليطلبوا من الابنودي ان يمشي معهم بهدوء تخيل وقتها الابنودي انهم تابعينا لجهاز الشرطه وان اصدر قرار باعتقاله فصاره معهما حتى وصل الى بيت عبد الحليم حافظ وقتها كان اول لقاء يجمعهم فصرخ الابنودي هو انت عبد الحليم يعني انا مش مخطوف نشفت دمي فاضحك عبد الحليم وطلب منه ان يكتب له قصائد يغنيها بلهجه الابنودي فكتب له  اقول التوبه ولحنها بليغ حمدي 
وحين استمع عبد الرحمن الابنودي للعندليب لاغنيه اقول التوبه في احد الحفلات اثار غضبه وترا من الاغنيه بسبب لحظتها السيء وصفها اياها بموسيقه السيرك او الملاهي الرخيصه وواضح فيها بعد ان في ذلك اهانه للتراث واللهجه العاميه وجاء بعد ذلك اغنيه عدى النهار تعاون جديد بين العندليب والابنودي وكانت اغنيه عدى النهار هو اول اغنيه غناها العندليب بعد حرب عام 1967 ولحنها بليغ حمدي ايضا 

وعن حب الابنودي للعندليب يقول في احد الحوارات عام 2007 ان عبد الحليم حافظ لم يكن مجرد مطرب حتى لو قال لنا انه افضل المطربين يكن كان مواطن مخلصا ونفتش تاريخ الامه في فتره التي عاشها على قلوبنا وعقولنا وتاج لنا نحن شعب ان نفتش هذا التاريخ على الحنجره الذهبيه لتكون المحصله اغاني نبيله وايضا في حوار اخر ذكر الابنودي قائلا ايوه ان صوت عبد الحليم حافظ هو جريده توزيع في العالم العربي الاكثر مما توزيع كف الجرائد العربيه جميعا وانه له بعض الاخلاق السيئه

الفصل الخامس

 مسيره كفاح حياه عبد الرحمن الابنودي 

عبد الرحمن الابنودي تعلم في المدارس قنا الثانويه ثم 
سافر الابنودي الى القاهره برفقه صديقه امل دنقل لكن سرعان ما واجهت الخيبه والفشل في الدراسه الجامعيه فحصل على اجازه من كليه الاداب ثم قام بالسفر الى قنا وبعد ذلك التحق بوظيفه حكوميه ككاتب في محكمه قنا الابتدائيه واستقال منها بعد رفضه الذهاب لحضور جلسه في محكمه دشنا الجزئيه حيث انه اشتهوة الوظيفه وقدمها الاستقاله التي كتبها في 16 صفحه ومعظمها بالشعر واستقل قطار رقم 163 من بلدته قنا ليرحل الى القاهره للمره الثانيه في ستنات القرن الماضي

وجه الابنودي تحديات سياسيه خلال حياته حيث تعرض للاعتقال اثناء حكم عبد الناصر وكما كانت علاقته بالرئيسين السادات ومبارك دائما متوتره على الصعيد الشخصي ومن الدواوين التي ادت لاعتقال هو ديوان الارض والعيال والذي صدرت بالطبعه الاولى عام 1964 وبعدها بعامين تعرض الابنودي للاعتقال بتهمه الانضمام الى احد الانظمه الشيوعيه وفي ذلك الفتره كانت علاقه الابنودي بنظام عبد الناصر مضطربه بعض الشيء وفي عام 1966 ومع عدد كبير من المثقفين تم القاء القبض على الابنودي وادع في سجن انفرادي في القلعه وظل في السجن لمده ست اشهر حتى اطلق سراحه استجابه لشرط المفكر الفرنسي جان بول سارتر فقد ما تلقى سارتر دعوه لحضور الى مصر اشترط ان يتم الافراج عن سجين الراي والفكر عبد الرحمن الابنوده وان الحال
يختلف اختلاف جذري خلال حكم الرئيس انور السادات
اذ عارضة الابنودي معارضه شديده،ولا سيما بعد توقيع معاهده كامب ديفيد عام 1978 وقدها هجمها ببضعه قصائد نذكر منها( المد والجزر )، (ولا شك انك مجنون )

وبعد ثلاث سنوات مزقه اوراق قصيده جوابات حراجى القط اثناء تفتيش منزله للقبض عليه فقرر الابنودي نسيانها وبعد اربع سنوات زار اصدقائه سيد خميس،وسيد حجاب وزاره السد العالي والتي كانت تاسست عام 1961 للاستفسار عن زياره المشروع القومي الذي يشيده العمال لكن طلبه قابله بالرفض 
ثم بعد ذلك  سافر   عبد الرحمن الابنودي على نفقته الخاصه وفور وصوله سال على مكان عمال قريه ابنود وعندما وصل راى اصحاب الطفوله يعملون في بناء السد بعدما كانوا يرعون معه الاغنام وظل معهم لفتره ياكل معاهم المش واحيانا اللحم مرتين في الاسبوع ويغتسلون في مياه النيل

ثم بعد ذلك اعاد الى الجامعه ليحصل على بكالوريوس لغه عربيه من كليه الاداب جامعه القاهره وهو في عمر 57 عام لانشغاله بالنشاط الفكري   حصل الابنودي على العديد من الجوائز التقديريه للجهود الادبيه من بينهم جائزه الدوله التقديريه لعام 2001 وكان اول شاعر عاميه يفوز بجائزه محمود درويش للابداع العربي عام 2014 

تزوج الابنودي في اول حياته من مخرجه الافلام التسجيليه عطيات الابنودي والتي لم تتخلى عن لقب الابنودي بعد انفصالهم ثم تزوج من الاعلاميه نهال كمال حتى نهايه حياته وانجب منها بنتين( ايه )( نور)
وقبل وفاته بثلاثه اشهر تقريبا كان يبتسم وهو يقول هلكني التدخين بشراهه انا الان دون رئه اتنفس كالسمكه من خياشيني ولكن لن اضع الابنودي،المرض له علاج وانا في حاله قراءه وكتابه وضحك ولعب واحتفلت اسره عبد الرحمن الابنودي بعقد قران بنت ايه على الفنان شادي خلف بمسجد المشير طنطاوي وقام بعقد القران الشيخ علي جمعه مفتي الديار المصريه الاسبق واقتصر الحفل على بعض الاصدقاء المقربين من الابنودي والاسره الفنيه


الفصل السادس 

وفاه عبد الرحمن الابنودي 

الشاعر عبد الرحمن الابنودي توفي عصر الثلاثاء 21 ابريل بعد مضاعفات لحقت به اجراء عمليه جراحه في المخ وقبل وفاه بعده ايام( بعث خطاب للشعب المصري قال فيها انت اكبر من عانى ولم ينصفك احد حتى الان يكن اهم ان تحافظ على مصر وفرق الحياه عن عمر يناهز 77 عام وكان جثمان الشعر الكبير وصل مساء الثلاثاء الى منزلي بقريه الضبعه بالاسماعيليه قادما من المجمع الطبي التابع للقوات المسلحه حيث حضره جثمان الفقيد داخل سياره الاسعاف التابعه للقوات المسلحه وترفقه دوريات من الشرطه العسكريه وحيث تشارك
تشييع الالاف من اهالي قريه الضبعه  بالاسماعيليه     شرق مصر  جثمان الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي في جنازه عسكريه مهيبه ليدفن بمقبره جبل مريم بالمحافظه حيث شارك في الجنازه العسكريه عدد كبير من الشخصيات الرسميه والشعبيه والفنيه
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum