تفريغ غير معتاد من سد النهضة رسائل إثيوبية وتداعيات إقليمية
للمرة الأولى يشهد سد النهضة تفريغاً غير معتاد للمياه في هذا التوقيت من العام وهو ما كشف عنه الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة مؤكداً أن إثيوبيا أفرغت نحو 750 مليون متر مكعب من بحيرة السد خلال ثلاثة أيام متتالية
هذه الخطوة التي جاءت دون إخطار مسبق أو تنسيق تطرح العديد من التساؤلات حول نوايا أديس أبابا الحقيقية فمن ناحية يواجه السودان تداعيات مباشرة على أرض الواقع حيث غرقت مساحات واسعة وضاع الموسم الزراعي الصيفي ما يؤكد هشاشة البنية التحتية لمواجهة مثل هذه المفاجآت ومن ناحية أخرى تلوح مصر بموقف أكثر ثباتاً بفضل السد العالي الذي يمتص هذه الصدمات ويحول دون تأثيرها المباشر على الأمن المائي المصري
سياسياً تبدو الخطوة الإثيوبية جزءاً من سياسة فرض الأمر الواقع عبر رسائل مائية تحمل أبعاداً إقليمية في غياب آلية واضحة للتنسيق بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا ومع استمرار هذه السياسات يبقى الخطر قائماً ليس فقط على الأمن المائي وإنما على الاستقرار الإقليمي برمته
الرهان الآن على إرادة سياسية قادرة على فرض إطار للتعاون لا يترك الباب مفتوحاً أمام المغامرات الفردية التي قد تقود المنطقة إلى مزيد من الأزمات لأن المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي بل تحولت إلى ورقة ضغط سياسية وأمنية واقتصادية لا يمكن تجاهلها.
