18:10 | 23 يوليو 2019

تظاهرات دمشق ضد مصر موقف مستهجن وخيانة للجميل

12:43pm 29/09/25
تظاهرات دمشق ضد مصر
عصران الراوي

شهدت العاصمة السورية دمشق مؤخرا مظاهرات ضد مصر الدولة الشقيقة احتجاجا على الموقف المصري من الأحداث في قطاع غزة لكن ما يثير الدهشة والغضب هو أن هذه المظاهرات تمثل خيانة صريحة للجميل الذي قدمته مصر للسوريين على مدار السنوات الماضية فمصر لم تكتف بفتح أبوابها للاجئين السوريين بل قدمت لهم دعم سياسي وإنساني مستمر وقدمت مساعدات في أصعب الظروف التي مر بها الشعب السوري
الغريب والمستهجن في هذه المظاهرات أن المشاركين يهاجمون مصر بينما تعيش دمشق واقع مأساوي مع قصف مستمر للأحياء واستهداف مباشر لمبان حساسة مثل وزارة الدفاع السورية في قلب العاصمة أين كان هؤلاء المحتجون عندما كان ينبغي رفع الصوت ضد من يعبث بأمن واستقرار دمشق لماذا لم يركزوا على القضايا الوطنية المباشرة مثل حماية أراضيهم وحياة المواطنين بدل توجيه الهجوم ضد الدولة الشقيقة
الهتافات المناهضة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليست مجرد تعبير عن احتجاج سياسي بل تجاوز لكل الأعراف الأخلاقية والتاريخية وتشكل خيانة صريحة للجميل والدعم الذي قدمته مصر للسوريين خلال سنوات الأزمة هذه المظاهرات تظهر ضعف الوعي وانحراف الأولويات لدى بعض المشاركين الذين ينسون أو يتجاهلون تاريخ مصر الطويل من الدعم المتبادل والوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب السوري في أصعب المواقف
الإعلام المصري وصف المظاهرة بأنها عار على العلاقات التاريخية فيما أكد المحللون أن هذا الهجوم يعكس تجاهل مطلق للتاريخ المشترك بين الشعبين المرصد السوري لحقوق الإنسان أوضح أن هذه التظاهرة لا تمثل الموقف الرسمي لسوريا ولا تعكس إرادة غالبية الشعب السوري الكاتب الصحفي محمود مسلم وصفها بأنها مواقف مخزية لا تعكس عمق العلاقات الأخوية وتسيء للروابط التاريخية التي تربط بين البلدين
الواقع أن أي هجوم على مصر الآن بعد كل ما قدمته من دعم للاجئين السوريين ولسوريا نفسها هو موقف مرفوض بالكامل الوفاء بالجميل والاحترام المتبادل هو أساس أي علاقة أخوية ومن يسيء للشقيقة مصر يظهر ضعف أخلاقي وسياسي واضح يجب أن تكون المظاهرات السورية الحقيقية موجهة لحماية الأرواح والأراضي وليس مهاجمة الشقيقة التي وقفت إلى جانبهم بلا مقابل
الخلاصة ما حدث في دمشق ليس مجرد مظاهرة بل موقف مستهجن وخيانة للجميل وتجاهل صارخ للتاريخ المشترك بين مصر وسوريا الوفاء بالجميل والاعتراف بالدعم الذي قدمته مصر للشعب السوري قيمتان لا تُساومان وأي محاولة لتجاهلهما أو مهاجمة الدولة الشقيقة هي موقف مرفوض أخلاقيا وسياسيا وتاريخيا سوريا بحاجة إلى مظاهرات تعكس وعيها الوطني وأولوياتها الحقيقية لا هجوما على مصر الدولة الشقيقة التي لم تتخل عن السوريين يومًا
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum