مصر تتقدم بخطوات استراتيجية لإعادة إعمار غزة وتعيد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة

في وقت لا تزال فيه الوفود الدولية تحاول استيعاب تداعيات وقف الحرب والموافقة على المشاركة أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة جديدة وصادمة للبعض بدعوة لعقد قمة ثانية في أول نوفمبر لإطلاق خطة شاملة لإعادة إعمار غزة خطوة فاجأت الجميع وأظهرت سرعة وحسم القيادة المصرية في إدارة الأزمات الإقليمية
المبادرة لم تأتِ في إطار الإعلان فقط بل جاءت لتؤكد قدرة مصر على فرض إيقاعها السياسي في الملفات الحساسة حيث تجمع بين الدبلوماسية الفاعلة وسرعة التنفيذ العملي على الأرض هذه الخطوة تمثل رسالة قوية لكل الأطراف الإقليمية والدولية مفادها أن مصر قادرة على قيادة جهود الاستقرار في المنطقة وأنها ليست مجرد مراقب للأحداث بل لاعب رئيسي قادر على تحديد مساراتها وموازينها
كما تعكس المبادرة إدراك القيادة المصرية لأهمية دمج الجهود الدولية والمحلية في إطار رؤية واضحة لإعادة إعمار غزة تشمل الدعم الاقتصادي والبنية التحتية والخدمات الأساسية وهو ما يساهم في تحقيق استقرار طويل المدى ويخفف من آثار النزاعات السابقة على السكان المحليين
إضافة إلى ذلك تأتي الخطوة لتؤكد مكانة مصر كقوة سياسية وعسكرية مؤثرة في الشرق الأوسط قادرة على التنسيق بين مختلف الأطراف وتعزيز دورها كوسيط موثوق يسعى لتحقيق السلام والاستقرار مع الحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة
من جهة أخرى يبرز في هذه المبادرة بعد استراتيجي أعمق يتمثل في القدرة على فرض المبادرات المصرية على الساحة الدولية بحيث تصبح القاهرة مركزًا لاتخاذ القرارات والتأثير في السياسات الدولية المتعلقة بالمنطقة فيما يحاول الآخرون اللحاق بمبادراتها المتسارعة
في المجمل الخطوة المصرية تؤكد أن القيادة تمتلك رؤية واضحة للمرحلة القادمة تجمع بين القوة التنفيذية والقدرة الدبلوماسية وتضع مصر في موقع الصدارة كلاعب محوري في جهود إعادة إعمار غزة وتحقيق السلام المستدام وإعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة بأسره