18:10 | 23 يوليو 2019

خمسون يومًا من زاد العزة من مصر إلى غزة عندما تصنع مصر الكرامة فعلًا لا قولًا

1:43pm 15/10/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

خمسون يومًا من التحرك المتواصل على طريق الإنسانية والعروبة خمسون يومًا تختصر تاريخًا طويلًا من المواقف المصرية الصلبة التي لا تعرف المساومة ولا المزايدة فمن القاهرة خرجت القافلة الخمسون زاد العزة من مصر إلى غزة أكبر قافلة إغاثية في تاريخ الدعم الإنساني للقطاع بأكثر من 400 شاحنة تحمل 9700 طن من المساعدات الغذائية والطبية والوقود وهي ليست مجرد شاحنات تسير نحو الحدود بل هي رسالة إرادة وسيادة وموقف
مصر التي لم تتاجر يومًا بجراح غزة ولم ترفع شعارات للاستهلاك الإعلامي أثبتت مرة أخرى أنها الدولة التي تتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه أشقائها بينما تكتفي عواصم كثيرة بالبيانات والعدسات القاهرة وحدها من تبذل وتتحرك وتنفق وتنسق بصمت وثقة في النفس لأنها تعرف أن أمن غزة جزء من أمن مصر وأن الدم الفلسطيني ليس بعيدًا عن الوجدان المصري
القافلة الخمسون ليست رقمًا بل شهادة على التزام مصر السياسي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية فالهلال الأحمر المصري يعمل على مدار الساعة كآلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى القطاع مدعومًا بتوجيهات القيادة السياسية التي وضعت القضية الفلسطينية في صدارة أولويات الدولة المصرية دعمًا لا كلامًا بل عملًا وإمدادًا متواصلًا بالغذاء والدواء والوقود
5700 طن من المواد الغذائية والدقيق و1400 طن من المستلزمات الطبية و2500 طن من الوقود أرقام تترجم حجم العطاء لكنها لا تختزل حجم الرسالة فكل طن من تلك المساعدات هو طمأنينة لأم فلسطينية وأمل لطفل ووقود لمستشفى يواجه الموت كل يوم
مصر لا تقدم فقط مساعدات إنسانية بل تمارس دورها الطبيعي كقلب الأمة النابض هي من تحمل هم الأشقاء وتفتح معبر رفح حين يغلق الجميع أبوابهم وهي من تقود الجهود السياسية والإنسانية في آن واحد لتبقى غزة على قيد الحياة ولتبقى القضية الفلسطينية في الوجدان العربي حية لا تموت
زاد العزة ليست مجرد قافلة بل عنوان لثبات الموقف المصري وقوة الدولة التي لا تساوم على دورها ولا تتنازل عن مسؤوليتها التاريخية مصر لا تنتظر شكرًا من أحد لأنها تعرف أن من يعطي من القلب لا ينتظر تصفيقًا بل يكتفي بأن يكون في جانب الحق وفي قلب المعركة الإنسانية التي اختارتها بإرادتها
خمسون يومًا من زاد العزة ليست نهاية بل استمرار لمسيرة مصر التي لا تعرف التراجع ولا التعب ولا المساومة مصر التي كانت وستبقى صمام الأمان للعروبة كلها
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum