قمة شرم الشيخ للسلام حين أعادت مصر صياغة معادلة الشرق الأوسط
منذ أن توقفت المدافع في غزة وأعلنت القاهرة عن اتفاق لإنهاء الحرب بدأت ملامح فصل جديد في المنطقة يتشكل على مهل فصل عنوانه الواقعية السياسية وقيادة مصرية تتحرك بثقة على أرض صلبة كما تجلى بوضوح في لقاءات وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي مع كبريات وسائل الإعلام العالمية
الوزير الذي حمل صوت مصر إلى العالم لم يذهب ليتحدث عن إنجاز دبلوماسي عابر بل ليؤكد أن قمة شرم الشيخ للسلام في 13 أكتوبر 2025 لم تكن مجرد مؤتمر دولي آخر بل كانت إعلانًا واضحًا أن القاهرة استعادت دورها المركزي في رسم خرائط الاستقرار في الشرق الأوسط
في لقاءاته مع كريستيان أمانبور وبيكي أندرسون وقيادات الإعلام الأمريكي تحدث عبد العاطي بلهجة الواثق الذي يدرك أن مصر لم تعد تتعامل مع الأزمات بمنطق رد الفعل بل تصنع الحدث وتدير تداعياته من غزة إلى قاعات التفاوض ومن خطوط المساعدات إلى خطط إعادة الإعمار كانت مصر تتحرك وفق رؤية متكاملة تجمع بين الإنسانية والسياسة بين التعافي والأمن
رسالة مصر اليوم واضحة لا سلام حقيقي دون عدالة ولا استقرار دون معالجة جذور الأزمة الفلسطينية ومن هنا جاء تركيز الوزير على إعادة إعمار غزة ليس كمجرد عملية هندسية بل كخطوة سياسية لإعادة بناء الثقة وإحياء الأمل في حياة طبيعية للفلسطينيين الذين دفعوا ثمنًا فادحًا للحرب
مصر وهي تدعو لعقد مؤتمر دولي للتعافي المبكر تضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وسياسي في آن واحد إما أن يتحمل مسؤوليته تجاه شعب أنهكته الحرب أو يترك الساحة للفوضى من جديد
لقد أعادت القاهرة من خلال دبلوماسيتها النشطة ضبط البوصلة في الشرق الأوسط وذكّرت الجميع أن السلام ليس شعارًا بل مشروعًا يحتاج إلى من يمتلك الإرادة والرؤية ليحوله من فكرة إلى واقع وفي هذا الواقع تبقى مصر كما كانت دائمًا صانعة التوازن وحارسة الاستقرار


















