18:10 | 23 يوليو 2019

مصر ما بين موكب المومياوات وحفل افتتاح المتحف المصري الكبير

10:15pm 02/11/25
أيمن بحر

 فصل جديد بدأ في مصر ليلة امبارح مع ختام احتفال افتتاح المتحف الكبير وعلى رغم من أن الحدث كان منتظر من الشارع المصري بشكل فاق توقعات الجميع إلا إنه لم يخلو من ردود الفعل المتابينة.. خلينا نعرف سوا إيجابيات الحدث، ونحلل سبب الإنبهار العالمي، وكذلك سبب بعض الانتقادات من مصريين

 

في البداية الفاعلية كانت على مستوى رسمي عالي، وبطبيعة الحال النوع ده من الحفلات بيكون له زي كود فني كده وتوقيت رسمي لا يقبل الارتجال الكتير، وعشان كده شهدت الاحتفالية انضباط فى التوقيت وقصر وقت الحفل كان أمر طبيعي جدا.. لكن نوع الموسيقى المقدم ومستوى الإبهار البصري في العرض كان مؤثر جدا عالمياً ونجح في تحقيق أهداف الفاعلية بشكل كبير. 

 

احتفالية المتحف المصرى الكبير تثير الجدل بين المصريين 

 

 من ناحية الإيجابيات نقدر نقول بثقة مصر تكتب بقوة وقدرة تاريخ جديد بعمق اتصال بتاريخ حضاري عظيم بإنجاز المتحف الكبير و احتفالية عالمية المستوى.

 

عارف يعنى إيه على مستوى الشرق الأوسط تقدم بلد واحدة حدث فني ضخم بأعلى مستوى فني يفهمه العالم كله بلغة الموسيقى الكلاسيكية، وكل ده يتقدم بمصريين فنانين فى الموسيقى والديكور والأزياء والتفاصيل الدقيقة للعرض ومبدعين فى الرؤية البصرية المبهرة لهذا الحد، ومنظمين لحدث عالمي تناقلته على الهواء مباشرة 150 دولة.

 

  يعنى إحنا قصاد حدث تاريخي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى! والحفل قدم عروض فنية مبهرة على كل المستويات البصرية والموسيقية..ومن ناحية تانية كان حفل محمل برسايل سياسية معاصرة 

 

أيوه ما أنا كمصرى مش عامل متحف ضخم مكلفة مليار دولار عشان أحتفل وتهنوني وبس، لا ده تاريخ بيتحفظ وأصول دولة عميقة عظيمة ثابته في جذور أرضها، وبتعلن كل ده بأفضل طريقة للقريب والبعيد..

 

ورسايل حاسمة عن القوة والقدرة والبقاء لدولة تتحدى كل الظروف وتخرج في أحلك أوقات العالم وصـ راعات المنطقة، عشان تقول إن دي مصر قلب العالم ومهد الحضارة اللي علمت الدنيا الفن والفكر والكتابة والعقيدة كما قال السيسي مباشرة في خطاب الافتتاح المهم.

 

َولو ركزت في رسايل الحفل هتلاقي التصميم الفني المبهر اعتمد على 3 رسايل

 

قوة الفنون المصرية الذاتية لا محتاجين مجنسين ولا لنا فى السطو على تراث غيرنا ومش بس كده ده إحنا رسمنا لوحة فنية كلاسيكية بموسيقى مصرية متعشقة مع تراث ممتد من مصر القديمة حتى القبطية والإسلامية عشان نؤكد الهوية المصرية المستمرة من الفراعنة حتى اليوم.

 

 الرسالة التانية كانت عن النيل حيث اعتمدت القصة الأساسية فى العرض على تجسيد فكرة رحلة النيل من الشلالات مروراً بالنوبة وصولاً لآخر نقطة في ري أرض مصر، وقدم ده المؤلف الموسيقى هشام نزيه من خلال لوحة موسيقية جامعة، و فقرة غناء مصري نوبي وعربي عشان يقدر يوصل الرسالة للجميع.. وملخصها إن مصر هتفضل صاحبة حضارة هذا النيل وحياتها متعلقة بوجوده.

 

 الرسالة التالتة تعلقت بالمستقبل فى تصاعد موسيقى فخم لرسم لوحة السلام في أرض تتعاون مع العالم من أجل الإنسانية، وعشان كده شوفنا إزاي كان في العرض مقطوعة بديعة بصوت الفنانة شيرين طارق اللي خطفت العيون في الحفلة وهي بتغني عن السلام، وقدرت مع أوركسترا المسرح اللي مكونة من أكتر من 200 عازف تقدم ملحمة تخللها مشاهد حية من فرق عالمية تعزف مع المصريين لافتتاح المتحف المصري الكبير في أشهر ميادين العالم بين طوكيو و باريس ونيويورك وريو دي جانيرو.. شكلوا لوحة فنية راقية لصورة مصر وما تعنيه حضارتها للعالم كله. 

 

على مستوى الانتقادات هقولكم بصدق أسبابها:

 

توقعات ضخمة وطموح كبير بعد التشويق لحفل منتظر فى حدث كبير، فكان الطبيعي مهما حصل تكون النتيجة مش قد التوقعات العالية عند بعض المصريين، خاصة اللي كانوا منتظرين مفاجئات تفوق توقعات الأحداث اللي نجحت مصر فيها فنياً بشكل خيالي زي موكب الموميوات الملكية 2021.

 

كمان بعض الناس نسيو إن ده افتتاح لمشروع، اه صحيح هو ضخم وتاريخي ومنتظر لكن فى النهاية له أسلوب رسمي للافتتاح، فلازم يبقي في تفاصيل توضح موضوع الافتتاح للمتحف من مقدمة، وخطاب، و اهتمام برعاة الحدث والضيوف من دول العالم..

 

 لكن بالتأكيد منقدرش ننكر إن كان فى مشكلة فى النقل التلفزيوني من ناحية إخراج الحدث والإحاطة بتفاصيله البصرية المذهلة والفنية الكثيفة والمبدعة، ودي مسؤولية مباشرة على عاتق المخرج الناقل للحدث و المنظمين اللي هندسوا خروجه للتلفزيون بهذة الصورة مما أثر على استمتاع بعض المشاهدين .

 

ختاما مهم نقول بصراحة إننا عشنا حدث تاريخي بيقدم مصر للعالم بالشكل المناسب لمكانتها فى التاريخ والواقع، وبيخدم مكانتها فى مستقبل لا مكان فيه إلا للدولة الوطنية القوية، والتقدم الاقتصادي والتقني، والتعاون مع العالم بسلام لخدمة مصالحك.. كل ده وأكتر بتحققه مصر فى خطوة جبارة وإعلان احتفالي مبهر ضخم كان حديث وسائل الإعلام العالمية ولازالت أصداء الحدث مستمرة حتى الآن.

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum