18:10 | 23 يوليو 2019

عهد الحقيقة ام سوق المصالح صاحبة الجلالة تواجه خطر البيع والشراء والكلمة الحقيقية في خطر في زمن المال والنفوذ

10:09pm 15/08/25
صوره ارشيفيه
عصران الراوي

لطالما ارتبطت الصحافة بلقب صاحبة الجلالة احتراما لدورها السامي في كشف الحقائق وحماية المجتمع من التضليل ومحاسبة الفاسدين منذ بداياتها كانت الصحافة سلاحا في يد الشعوب ومنبرا للاصوات الحرة ومرآة تعكس الواقع كما هو لا كما يريد البعض ان يراه

 

الصحافة ليست مجرد مهنة بل هي ضمير المجتمع ومرجعية للحق ووسيلة لبناء الوعي العام فهي تكشف المستور وتتابع كل ما يحاول اصحاب النفوذ اخفاؤه وتمنح المواطنين القدرة على اتخاذ قراراتهم بحرية ووعي الكلمة فيها قوة والقلم فيها امانة وما يقدمه الاعلام اليوم يمكن ان يحدد مصير مجتمع بأكمله غدا

 

لكن الخطورة تبدأ حين تتحول الصحافة الى سلعة تعرض في سوق المصالح ويساوم عليها اصحاب النفوذ ويشتريها من يدفع اكثر عندها يصبح الخبر موجها والعنوان مفبركا والحقيقة ضحية في محرقة الصفحات المأجورة تتحول المهنة النبيلة الى اداة ابتزاز والخطاب الاعلامي الى اداة لتصفية حسابات شخصية او جماعية بعيدا عن ضمير المجتمع وحقه في المعرفة

 

في السنوات الاخيرة لم تعد هذه الظاهرة حكرا على المؤسسات الكبرى فقط بل امتدت الى بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي نصبت نفسها منابر اعلامية بينما هي في الحقيقة دكاكين للابتزاز وبوابات لتصفية الحسابات تكتب لمن يدفع وتصمت عن من يملك القوة بل وتشن حملات على الشرفاء اذا كان ذلك يرضي مموليها هذه الصفحات التي تبدو للوهلة الاولى وسيلة للتواصل ونقل الاخبار تتحول احيانا الى ادوات مسيسة تنشر الاكاذيب وتجهيز الرأي العام لتقبل مصالح فئة معينة على حساب الحقيقة

 

امثلة حية يمكن ملاحظتها على منصات التواصل حيث تنشر اخبار مفبركة عن قضايا اجتماعية او محلية لجذب الانتباه او الضغط على بعض الاطراف وفي المقابل تهمل الاخبار التي تفضح الفساد او تدافع عن المصلحة العامة هذه الممارسة تضر بالمجتمع وتفقد المواطنين الثقة في وسائل الاعلام وتخلق جو من الالتباس والتشكيك في كل ما ينشر

 

الكلمة شرف والقلم حر والصحافة الحقيقية هي لمن يملك الشجاعة لنقل الحقيقة ويجيد ادارة الحوار الصحفي الواعي والمثقف الحرية الصحفية تعني القدرة على قول لا في وجه الباطل والتمسك بالمبادئ ونقل الحقيقة مهما كانت التكاليف الصحفي الحقيقي هو من يكتب الحق في وجه الظلم ويحاسب الفاسدين دون خوف او محاباة ويكون ضمير المجتمع في وقت يختفي فيه الضمير

 

الصحافة الحرة سواء كانت ورقية او الكترونية او حتى صفحة على مواقع التواصل لا تقاس بعدد المتابعين او الاعجابات بل بقدرتها على قول الحقيقة في وجه المال والنفوذ وبموقفها النزيه الذي لا يتغير مع المصالح الشخصية

 

المجتمع الذي يسمح ببيع صحافته او صفحات اعلامه يبيع وعيه دون ان يدري وحين يفقد وعيه يفقد القدرة على الاختيار ويصبح لعبة في يد من يملك المال او النفوذ حينها يتحول الرأي العام الى اداة سهلة التوجيه ويصبح المواطن تابع لمصالح الآخرين بعيد عن حريته الفكرية وحقه في المعرفة

 

صاحبة الجلالة حتى ولو كانت صفحة على الانترنت لا يجب ان تباع ولا تشترى لان من يبيعها يبيع شرف الكلمة ومستقبل الناس قبل ان يبيع نفسها الحفاظ على نزاهة الصحافة وحريتها هو مسؤولية المجتمع كله وعلى كل قارئ وكل صحفي وكل صاحب صفحة ان يعي خطورة تحويل الاعلام الى سلعة وان يكون جزءا من منظومة تحمي الحقيقة قبل اي شيء اخر

 

ختاما الصحافة الحرة ليست مجرد مهنة او وسيلة ترفيهية بل هي اساس بناء مجتمع واع ومستقر وضمانة لعدم سقوط الوطن فريسة للفساد والمال والنفوذ احترام صاحبة الجلالة وحمايتها واجب على كل من يقدر الكلمة ويؤمن بقيمتها

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum